بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

7 كانون الأول 2020 12:00ص المنطق المعكوس

حجم الخط
منذ أيام شاهدت وسمعت من على شاشة التلفزيرن أحد الزملاء وهو يتحدث ويشرح الوضع العربي الحالي ليصل في النهاية إلى خلاصة مفادها بالحرف الواحد (.. أننا أمة بين «الهمج» و«البجم»)، بما مفاده انه لا خير ولا أمل يرتجى ولا مستقبل الا الظلام المهمين حتى يوم الحشر.

أستطيع أن أفهم بعد جهد الحالة التي دفعت الزميل إلى قول كهذا.. هو اليأس الحاصل نتيجة الإحباط المزمن والكوارث المتلاحقة والأوضاع المعيشية المتردية والمتغيرات السياسية السلبية علی أكثر من صعيد.

ولكن السؤال المنطقي يوجد نفسه..

- هل يحق لنا الذين نكتب ونطل من خلال وسائل الإعلام على تنوعها مسموعة أو مرئية أو مطبوعة. هل يحق لنا أن نزيد من الاحباط إحباطاً ومن التردي تردياً؟..

ألا يكفي أناسنا ما تعيش من أحوال أقل ما يقال فيها انها مزرية؟! هل نزيد من أسودادها وفحمها؟!

ثم لماذا يقفز الزميل فوق تراث مفعم بحالات من هذا النوع واستطاعت الأمة بعده استعادة عافيتها ورونقها؟..

هل من اللازم سرد فترات الظلام في تاريخنا؟.. ألم يعقبها نورٌ وحياة؟

وكذلك استعمال تلك الصفات التي استعملها الزميل في مقابلته «همج» و«بجم»..

هل الذين صنعوا حضارة الغرب عبر نقل حضارتهم عن طريق الأندلس ومن ثم حضارة العالم.. هل هم «همج»؟

أليس ما نراه اليوم من علوم وآداب وفلسفة أساسه من هذه الأمة التي صدّرت كل ذلك إلى العالم؟

هل هؤلاء «بجم»..

كم أخطأ الزميل في انفعاله وفي ما قاله.

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!