بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

14 تشرين الثاني 2017 12:05ص النظام الغذائي للأجداد؟!

حجم الخط

مع الهواء الخريفي تنتشي ساعة الجسد بتحولها.. تعطي الطاقة للمفاصل، هذا إذا كان الإنسان يحاول الوقاية دون ان يصاب بنزلات برد الخريف.. ولكن في هذه الأيام هل يعطي المواطن أهمية لصحته؟ الأهمية معطاة للأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية فقط.. أما الطبابة فالكل بات يلجأ إلى الصيدلي لتجنب دفع فاتورة زيارة الطبيب والاختصار في دفع المال..
كبار السن هم أكثر معرفة بمداواة نزلات البرد.. سواء بشاي الخبيزة أو الزهورات أو الليموناضة الساخنة مع حبتين بنادول.. كان الحوار عن كبار السن وحكمتهم يدور بين الحاضرين.. عندما انتفضت شابة تسأل وهل هن أكثر منا علماً وفهماً للاستشفاء؟ وإذا كانوا كذلك لماذا هم يذهبون اليوم إلى الأطباء وفاتورتهم الدوائية تدهش الصين شهرياً.
ردّت عليها إحدى الحاضرات قائلة: في زمانهم، كانت الحياة بسيطة جداً.. ومن يستعصي عليها الشفاء بخبرتها أو خبرة أهلها تذهب إلى العطار.. يصنع لها تركيبة من مستخرج الأعشاب..  أو يعطيها اعشاباً ناشفة للشرب كشاي.. وهكذا تخرج سالمة.. لكن كان أكلهم صحياً أو كانوا يستهلكون من الطاقة الكثير.. كانوا سعداء بحياتهم قبل ان تلوثها المظاهر الكاذبة.. وكانت فلسفتهم «القناعة كنز لا يفني».. لكننا اليوم نأكل كل الخضروات الصيفية في عزّ الشتاء.. لأنها مزروعة في خيم بلاستيكية توضع لها الأسمدة والكورتيزون وترش بالمبيدات الكيماوية التي تصل إلى اجسامنا مع الطعام.
سألت الشابة: وبماذا كانوا يفعلون الفتوش في شهر رمضان في الشتاء؟ ردّت عليها السيدة كان هناك فتوشان.. فتوش الخس مع النعنع اليابس.. أو فتوش الملفوف مع النعنع الناشف.. والكل كان مقتنعاً ويشكر الله على نعمه..
انتفضت الشابة قائلة: لماذا لا تعيدنا أسرنا إلى النظام الغذائي للأجداد؟!

أخبار ذات صلة