بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 تشرين الأول 2019 12:05ص الواتس اب يشعل ثورة

حجم الخط
لم يحسب المسؤولون في بلد الارز ان قراراً ممكن ان يفجر ثورة نائمة منذ اكثر من 15 سنة، حتى اعتقد هؤلاء ان «مخدرهم الطائفي» سيبقى ساري المفعول الى ابد الآبدين، فلن يحاسبهم هذا الشعب على سرقاتهم التي فاقت التصورات، ورهنت البلد للبنوك تحت وطأة دين وصل حدود المئة مليار ذهب معظمها الى حساباتهم المصرفية غير ضغطهم على الناس في كثير من المناطق على بيع اراضيهم لهم وبأبخس الاسعار، حتى بات كل مسؤول منهم لديه امبراطورية مالية وظفوا فيها زوجاتهم واولادهم ليصبح هؤلاء ايضاً حاكمين بأمرهم، فسيطروا على الجامعات والمدارس والمنتجعات والمؤسسات الصحية، وبدل ان يكافئوا من اوصلهم الى الحكم ويعملوا لخدمة الشعب الذي اعطاهم الثقة امعنوا في سرقته متكلين على المخدر الطائفي وتخويف الناس من الآخر على اساس ان بلد الـ18 طائفة لن يكون في يوم بلداً موحداً، لكنه الآن توحد في وجه غطرستهم.

قد يكون الواتس آب الشرارة التي اشعلت الثورة «الوطنية» بكل ما للكلمة من معنى، فخرج كل لبناني متعرياً من انتمائه الطائفي يهتف لسقوط هذا النظام الظالم، لم يركنوا للتخويف ولا للتهديد، قطعوا الطرقات احتلوا الساحات لم يعبأوا لا بظلمة الليل ولا بحرقة النهار انهم تواقون الى وطن حقيقي لكنهم لن يقبلوا ان يرحل هؤلاء المسؤولون دون ان يعيدوا ما سرقوه من الوطن، المئة مليار دولار هي دين على هؤلاء وليس على الشعب الذي ارهقته ضرائبهم فاعلن العصيان المشروع، ولن تغريهم الكلمات المنمقة التي تصدر عن هذا المسؤول او ذاك، لأنه كما يقول المثل «مين جرب المجرب كان عقلو مخرب» وطبعاً هذا الشعب الثائر في الساحات والذي يهتف بحقوقه قد بلغ اليوم سن الرشد وودع المراهقة.


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!