بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

29 تشرين الأول 2020 12:00ص الوجع يليق بنا!!

حجم الخط
غريبة أحوال الحياة.. وغريب استنزاف آمالنا وأحلامنا.. دون أي مؤشر أمل يوحي بأنّ «بكرا أحلى».. حتى ليأتيك السقم على طبق من وجع وألم.. يستلب النور المركون في آخر نفق العمر.. فتتواصل حكايا المتاهة للخروج ولو بما تيسّر من حُلُم.. علّه يمضي بنا إلى حيث الرضا. لكن الرضا مفقود في أرض العبور.. لأنّ مرجل وجعنا لا ينضب ولا ينطفئ.. بل تتوالى فصول مآسينا.. وكأنّ الوجع يليق بنا..

نضع نقطة في آخر السطر على حل لُغز في رحلة الحياة.. لتقفز ألغاز جديد تقف عقبات أمام متابعة المسير.. فنعود إلى نقطة الصفر نسعى ونعمل لحل العُقد.. ونحن أصلاً ما عاد فينا أي احتمال للخوض في رحلة جديدة.. بل كارثة أو مُصيبة أو أزمة تُلغي من يومياتنا أي تخطيط للفرح المسروق من أهوال الصعاب..

نحن قوم كُتِبَ علينا الموت البطيء.. فنصارع من أجل البقاء .. وأي بقاء هو الممهور بالمرض المُفاجئ نتيجة لحياتنا الجميلة التي نحياها في لبنان.. شباب تخطفهم التفجيرات وضحايا يترجلون على وقع الضغوط المتواصلة يوم تلو آخر.. ففرص النجاح تتلاشى.. بل أحلام الشباب ما عادت أوردة الروح تمتلك القدرة على التفكير بها.. فتهوي في مستنقعات انهيارات وضياع الحلم بسبب الضعف في زمن لصوص الحياة..

وأخيراً إنْ كنتَ فقيراً فعليك الموت لأنّه أرحم لك.. فلا رحمة يملكها العبد سيقدمها لك.. فلا الحاكم ولا الحكيم.. إذ ترى الأطباء يستهترون بأرواح الناس.. دون قيمة أو سرعة لمحاربة المرض في دنيا الثواني المسروقة.. فأي مصير سنلقاه.. حسبنا الله على كل جبار حقير!!