قال الثائر تشي غيفارا قبل أنْ يغدره الخونة ويُلقى القبض عليه: «إذا استطعتَ أنْ تُقنِع الذبابة بأنّ الزهور أفضل من القمامة.. حينها تستطيع أنْ تُقنِع الخونة بأنّ الوطن أغلى من المال»!
مقولة تنطبق على واقعنا الحالي في لبنان.. القمامة تملأ الشوارع والذُباب يعفُّ عنها ويهرب، لأنّ العديد من النّاس الجوعى.. أصبحوا ذُباب القمامة.. فطار الذُباب باحثاً عن الوجه والأبدان ليرتطم بها مع البرغش والهسهس.. ومع انتحار شخصين مؤمنين بالله، ولكن هرباً من قلّة ذات.. استقبل انتحارهما بدم بارد من المسؤولين في هذا الوطن بعد أنْ مات ضمير سياسييه عياناً بياناً ونهب المال العام.. تكدّست ملياراتهم في المصارف الخارجية.. وكذلك فعلت المصارف فسرقت مودعيها وشحدت مَنْ خشي على تعويضه أو مُدّخرات العمر.. فوضعها في المصارف ليعتاش منها.. لكنها طارت والحق على المودعين؟؟
هؤلاء السرّاقين للبنان بنهبهم المال العام.. لا يُمكن أنْ يقتنعوا حتى تاريخه.. بالوضع المعيشي المزري للشعب.. ولا بالعُهر بالاغتناء لطبقة معيّنة من التجّار في رفع الأسعار لدرجة جنونية.. صحن «المجدّرة» إذا توفّر مع سلطة على المائد يُعتبر ثراءً.. أما اللحمة فمَنْ يجرؤ على أكلها.. يوم السبت الماضي كان كلغ لحم الغنم يتراوح بين 95 و100 ألف ليرة.. وسعر لحم العجل للكيلوغرام الواحد 85 ألف ليرة.
ورغم كل هذه الفظاعة.. خونة الوطن الذين سرقوه.. لهم أدواتهم في كمِّ الأفواه.. بالتعدّي على البشر.. إذ باحوا علناً بما يجري على الأرض.
المُعالجات التي كان يُمكن إصلاحها مع بداية الثورة.. ما عادت تنفع إطلاقاً.. الحرامية يحجرون على العقول.. كما حجرت كورونا الشعوب.. ورغم فتح البلد إلا أنّ الإصابات اليومية تُدخِل الروع إلى القلب.. إنّه وباء مزدوج.. فيروسان في زمن واحد زمن الحرامية القابعين على كل مفاصل الدولة.. وزمن الوباء المستشري.. وكلاهما قاتل ومجرم.. إلا أنّه لا يمكنهما أنْ يطوّعا الأحرار؟!