درجت العادة أنْ يُنصَف المظلوم.. درجت العادة أنْ تُعاد الحقوق إلى أصحابها.. لكن في زمن شريعة الغاب المسيطرة على رقاب العباد في البلاد.. أصبح معظم الشعب من المظلومين ومستلبي الحقوق.. هذا الشعب لمَنْ يشتكي؟ لزعيم أو لمحاسيبه من النهّابين؟.. الصورة مظلمة والوطن أوضاعه باتت في خبر كان.. النّاس تعيش الرمق الأخير بانتظار أقدارها.. ولا ندري كيف تُدار على أيدي طغمة صُمّت وعُميت وأُبكِمَت عن المشهد الاجتماعي والاقتصادي الحالي..
النّاس في الزيارات وحتى مَنْ كانوا يُعتبرون من الطبقة الوسطى التي تمسك عصا المجتمع من الوسط.. حتى لا تهتز العصا وينهار المجتمع.. ما عادت أحاديثهم فيها أمل للمستقبل.. بل إنّ المجتمع انحدر إلى الهاوية على كل المستويات.. والتصحيح ما عاد بالإمكان إلا بنفضة حقيقية من بُناة حقيقيين يحبون لبنان..
كان النّاس في أوطانهم يحسدون وطننا على مواطنة مواطنيه ونضجهم الاجتماعي.. واليوم أصبحت أجيال تلك الأوطان تهزأ من لبنان ونسيجه الاجتماعي المرتشي.. رغم أنّ العدوى تطير في الأجواء وخاصة لصفتي الظُلاّم والنُهّاب.. حيث أصبح الاغتناء غير المشروع الصفة البارزة.. واعتلى هؤلاء الموسومين بالسوء إلى مستوى القيادات أينما رحلت وارتحلت في ما كان يسمّى وطناً كبيراً..
للأسف.. ما زال الضمير يحرّك القلّة لتنبّه.. رغم أنّ هذه القلة العاقلة مظلومة ومسلوبة الحقوق.. ولكن هل يمكن للظالم أنْ يصبح عادلاً؟ وهل يمكن للسالب أنْ يعود أميناً؟ بالطبع لا.. لأنّ هذه الصفات تحتل صاحبها حتى يموت أو يمرض.. فإذا مرض يقول: هذا من صنع يديّ.. وإذا افتقر من أموال السحت التي سلبها.. يقول ربي أهانني.. علماً بأنّ الله لا يضيّع مثقال ذرة بقدرته لأنّه أحكم الحاكمين؟!