بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 آب 2018 12:31ص بئس أمة لا تتقن لغتها؟!

حجم الخط
اغمض عينيك.. هل ترى ما أرى؟ هنا تختلط الإجابة على القارئ.. ربما لأنه لا يعرف ما الذي أردته من إغماض العينين وما هي الرؤية؟.
غالباً ما أغمض عيناي قرفاً مما هو حولنا.. أغمضها حتى لا تزيد ثورتي على الحاضر ورجالاته ونسائه.. أجيال تنمو جاهلة مفاهيم التربية والتعامل.. أجيال لا تعرف الوقار.. لكنها تعرف بالانترنت ومراكز التواصل والمسخرة وقلة الأدب.. للأسف إذا كتبت بالعربية تكتبها بالحرف اللاتيني من باب التعالي على الذات واختيار الاعجمية.. ماذا دهى الآباء والأمهات رغم جاهلية معظمهم مع ما يحملون من شهادات حتى بلغتهم؟.. يلفظون اللغات الأجنبية وكأنها السنسكريتية مع احترامي لهذه اللغة التي تضم مفردات من العربية.. ولكن في بلدنا للأسف كل فرنجي برنجي.. في هذا المجال يقول العلامة إبن خلدون واضع «علم العمران» أي «علم الاجتماع» في مقدمته الشهيرة: «في الدول التي يؤسسها البدو (وهنا المعنى البداوة غير القائمة على العلم والثقافة) لا بدّ من اللجوء الى العجم في كل ما يختص بشأن البناء... إلخ» والبناء هنا بناء الإنسان والمجتمع والحكم والمجتمعات. ثم يقول ايضاً: «فساد القضاء يفضي إلى نهاية الدولة».. هاتان الجملتان حفظتهما عن ظهر قلب.. وهنا لا أتحدث عن فساد القضاء في بلدنا، لأن الفساد أصبح شاملاً من قاع المجتمع حيث الطبقات الرثة إلى قمّة المجتمع الذي صعدت طبقاته إلى سطح المجتمع بدون تأهيل تدريجي وأصبحت في القمة مما جنته من مال حرام.. وهذا حسب الجملة الثانية الخلدونية يضعف قضاء البيت والشارع والمجتمع ويؤدي إلى نهاية الدولة..
قبل الحرب الأهلية.. كانت الاستعانة بالاعاجم بناءً على ضغط استعماري.. وكانت هذه الاستعانة فاشلة مئة بالمئة.. ولذلك لم نحافظ على الموروث في البناء، وآلت الأمور إلى ما آلت إليه.. اما القضاء وباعتبار ان الأب هو رب الأسرة وقاضيها.. هل بات يستطيع ان يصدر امراً وينفذ بحق ولد من أولاده؟ وإذا صدر قرار من هذا القبيل.. الأم تهز شخصية رأس العائلة.. وتراضي ابنها بمال ليخرج بعد ان شتم ولي امره وقال أن عليه ان يحال على التقاعد؟!
بئس أمة لا تتقن لغتها، ولشعب لا يستطيع البناء!


أخبار ذات صلة