في خبرٍ غريبٍ من نوعه في بلادنا العربية.. أصدر رئيس بلدية إيسار - أن - بوكاج فريدي ريفو في فرنسا، البالغ عدد سكانها تسعة آلاف نسمة «مرسوماً بلدياً رسمياً»، لمحاربة الكآبة وإلزام مواطنيه بالفرح، داعياً السكان إلى السعادة لمُدّة أسبوع في شهر تشرين الأوّل المقبل، كما قرّر منع دخول أي شخص قد يُشكّل عائقاً أمام التعبير عن الفرح، مع منع كلّي للموسيقى الحزينة والكُتُب ذات النهايات التي تخلّف الأسى في النفوس. وإقامة مهرجان محلّي بالمناسبة تحت عنوان «مدينة فرحة»، والذي سيمتد من الخامس من الشهر المقبل، وحتى الحادي عشر منه. ومن الضرورة أنْ يضحك كل فرد في هذه البلدية على الأقل ثلاث مرّات في اليوم لإنتاج هرمونات السعادة «الأندروفين».
في دولنا العربية: يجب أنْ تحتل شعوبها الكآبة والفقر والجوع والاستدانة.. لماذا كي يظل الشعب خانعاً مُكبّلاً بمشاكله الاقتصادية والاجتماعية.. فيصبح كئيباً بائساً..
لأترك الدول العربية وأتحدث عن لبنان.. حيث انشغلت كل مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد الماضي بعدد أعضاء الوفد المرافق لفخامة الرئيس إلى الأمم المُتّحدة في نيويورك.. الوفد ضم 160 فرداً من المقامات المُقرّبة.. وكأنّ كلمة لبنان في الأمم المُتّحدة تحتاج إلى هذا العدد الكبير.. لكن المواطن العالق في «حيص بيص» الحياة اليومية.. والذي ينظر إلى الفاكهة وأنواع الطعام فيغض الطرف عنها.. تؤلم وتعالت النكات على الحدث.. حتى أنّ بعضهم قال: «إنّ هيئة الأمم المُتّحدة قالت لوفدنا.. لو عرفنا هذا عددكم لذهبنا إلى بلادكم».
البلد مديون.. الاقتصاد مهزوز.. المحال التجارية مَنْ بقيت أبوابها مُشرّعة في طريقها إلى الإقفال.. الضرائب كثيرة.. والسلع غالية.. يراها المواطن ويغض الطرف عنها..
يا جماعة الخير كم ستُكلّف رحلة نيويورك بين الطائرة والفنادق، وما أدراك ما أسعار فنادق نيويورك وأسعار الطعام؟
أشرد بتفكيري وأقول للناس كل النّاس.. لا تفكّروا كثيراً.. هناك أناس أعزّهم الحظ بعد فاقة.. اتركوهم يصرفوا على حسابكم في هذه الرحلة.. ولو ما السلب والسرقة على عينك يا تاجر وأنتم صامتون.. بالله عليكم انفجروا؟!