بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 نيسان 2019 12:02ص برامج «عهر إعلامي»؟!

حجم الخط
عندما صدر كتاب الزميل الراحل إدمون صعب، وقّعه في معرض الكتاب «العهر الإعلامي»، شدّني العنوان جداً.. خاصّة بسبب زمالتي له في جريدة «النهار» سابقاً.. أعرف أنّ الأستاذ لا يكتب في موضوع ما إلا ويكون قد استفزّه.. حصلتُ على الكتاب وتصفّحته على أمل أنْ أقرأه بتمعّن وأتناقش معه في ما كتب.. لكن المنيّة كانت أسبق فرحل عنّا بعيداً.. أراحه الله في دنياه الثانية..
نعم نحن اليوم في زمن «العهر الإعلامي» المقزّز على جميع الصعد.. هكذا استُفززتُ أمس وأنا في «التاكسي» لتصوير قدمي المكسورة في مستشفى الجامعة الأميركية.. إحدى إذاعات الدردشة.. طرحت على المستمعين موضوعاً في بلد طائفي حتى العظم.. ومن مبادئه ألا تقرب من الدين ومن تجويع النّاس..
المذيع المهضوم جداً طرح على المستمعين سؤالا غريباً يقول: «هل تجددين أو تجدد عقد الزواج مع الشريك؟».. مثل هذا الموضوع ليس لتسلية المستمعين.. بل هو يفتح عيون النّاس على الطلاق، وما أكثر الطلاقات في هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة..
المتصلون كانوا كثراً من الجنسين، بعضهم شدّد على تجديد العقد والبعض الآخر عض على الشفاه.. ولكن في غياب الزواج المدني وعموم الزيجات دينية إلا من بعضها البسيط في النسبة.. عندما يقول المتلقي نعم أجدّد العقد.. ماذا يعني هذا؟ هل كان قد فسخه ليجدّده أم ماذا؟ وهل التجديد يجري على الإذاعة أم بالتكافل والتراحم بين الزوجين؟
حكاية أخرى سمعتها أيضاً من إحدى الإذاعات أو ربما من نفس الإذاعة رغماً عني قبل شهر وأنا ذاهبة مع نفس السائق لإجراء صورة لقدمي.. موضوعها كان عن الحرية بالمشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي.. وأحاديث الأبواب المغلقة خرجت للعلن.. إحدى السيدات قالت بأنّ زوجها يأتي من عمله.. يتناول الغداء ويمسك هاتفه دون أنْ يلتفت إليها ويسأل عن أولاده.. الأولاد في غرفتهم يدرسون أو يكبسون بفرح أو عصبية على أزرار الهاتف.. وهي في المطبخ أو تستقبل إحدى الجارات.. هذه السيدة سألت المذيع هل زوجي يتحدّث مع نساء غيري؟ ودون أنْ يجيبها المذيع على سؤالها.. وجّه إليها السؤال التالي: ألا تستخدمين المواقع؟.. قالت نعم أنا أشارك في ثلاثة «غروبات» وسألني أحدهم إذا كنت أتزوجه.. فألغيت الاشتراك في هذا «الغروب» وقس على ذلك مما لا يمكن ذكره.. أليست مثل هذه البرامج «عهراً إعلامياً»؟

أخبار ذات صلة