بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

9 أيلول 2020 12:00ص بعد المئوية.. واخجلتاه

حجم الخط
كلما هممت بالكتابة أشعر بأن الكلمات تتوقف عند بيروت الحبيبة، فبعد مئوية لبنان الكبير، هي مع الأسف حكاية وجع كبير، موت مجاني، دمار يمتص الدماء، وإهانات تسرق جنى  العمر، وغضب استثنائي لا يعير اهتماماً لأية مجاملة.. وحدِّث ولا حرج. فأخجل من التفاؤل الذي يصيب مرّة ويفشل مرات، والحكاية بين الاثنين  انسانة مفصومة، تعيش هاجس الانفجار المرعب وتخشى المزيد، وتبحث عن  ملهاة ترسمها ابتسامة أمل من أقاصي الألم فلا تجد.... تبحث عن صبر لا يجرّحُها، ودمع لا ينزف وطناً، وتطمح في غمرة فرح من بيروت الغالية دون أن يُطبق غبار الإهمال على صدرها.

بيروت تصارع حضورها بين إهمال وإهمال، وتودع أبناءها الذين حملوا المعاول والمكانس مؤخراً لتمشيط شوارعها .

واخجلتاه لبنان من فكرة الوطن الراقية وقد اغتصبتها الطوائف والتسويات وشتى المعصيات، فتحولت إلى سرطان عصي على الشفاء، وصرت بعد المئوية مسرحاً ممهداً لمن يحتاج إلى أرضية للعبث، والمسؤولين فيه مدفعي فوضى ولا مسؤوليته، وزعامات غوغائية وطائفية مقيتة، هم مدمنو الابتلاء للوطن..

واخجلتاه من الرئيس الفرنسي يأتينا ضيفاً،ويحث الرؤساء على ملء الفراغات «بإصلاح» ينفعنا لكنهم يخافونه كالوباء.

واخجلتاه من هِبَات الخارج تمطرنا عطاء، وأبناء  في الداخل نهبونا... وشتان بين الواهب والناهب.

واجلتاه من العدالة تعرف قاتلها وتخشى القبض عليه.

ومعذورة شوارعنا تدير ظهرها للمسؤولين وتواجه زوارها بغضب استثنائي لفداحة المصاب.

يا سادة، يا زعماء الطوائف  والمذاهب  والاديان، إن كنتم هكذا مؤمنين فخافوا الله فينا، خافوا  الله فينا ودعونا نسابق العصا السحرية في الإصلاح . ومعاً لنرفع قيمة الإنسان على صورة الله ومثاله.. معاً لنرفع صورة الوطن، وفكرة الوطن ورايته.

أخبار ذات صلة