بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 شباط 2018 12:15ص بعض استنتاجات لبنانية

حجم الخط
١- الحرب يقوم بها العفويون أي الناس العاديون البسطاء الذين لا ناقة لهم ولا جمل. ومع ذلك هم الذين يضرمون بأيديهم النار الكبرى التي يمكنها ان تحرق البلد بأكمله. لماذا؟ كرمى لعيون الزعماء.. هكذا ونقطة ع السطر.
٢- الحروب الإعلامية الشرسة تندلع أيضا بطريقة لا تخلو من عفوية، او ميكانيكية على قاعدة الفعل ورد الفعل المساوي له بالمقدار والمعاكس له بالاتجاه. تعلن نشرات الاخبار في كل محطة على حدة النفير العام في البلد، وتشحذ طوال أيام الأزمة همم العفويين وغرائزهم الطيّبة، اولئك القادرون وحدهم على التسبّب بالحرب لا من اجل سبب. فالوحدة الوطنية لا تصمد امام العفوية. ربما هي بضاعة سياسية يتم تداولها او سحبها عند الحاجة! الزعماء يأمرون بايقاف الحرب الإعلامية؛ فهم يملكون أزرار الايقاف اما أزرار التشغيل فتترك بيد العفوية او الصدفة. 
٣- لا احد يريد استعادة الحرب الأهلية القذرة. فهي المستحيل بالنسبة إلى الخطاب السياسي اللبناني مهما كان سقفه عاليا. لكن المستحيل هو العفوية نفسها. المستحيل هو الشارع المسحوق الذي يحتفظ بحرية الحركة خارج اي خطاب سياسي او امني. الشارع يخرج عن السيطرة التي تسمح له بدورها بهذا الخروج العنيف. ثمة ديالكتيك سرّي يعمل هنا يصعب جداً اعتقاله متلبّساً بجريمته. انا ارفض الحرب الاهلية والفتنة واللعب بالامن... ولكن على تويتر! ربما نستهلك غدا وجوها حزينة كثيرة في العالم الافتراضي فيما العالم الواقعي من حولنا يغرق بالدم والنار. 
هذه بعض استنتاجات من الواقع السياسي اللبناني المليء بالتناقضات العصيّة على الحل والتي يصعب ايجادها في أي بلد آخر. لماذا هذه الفرادة المميتة؟ هل لأن اللادولة تكمن في قلب الدولة وتنخر في عظامها؟ للجواب حكاية أخرى! 


أخبار ذات صلة