لترحل لكل الآلام والعذابات التي تحصل بفضل إهمال بلدية بيروت للأرصفة.. لترحل معها كل الكآبة من الجلوس بين الجدران التي تجعلك سجيناً في بيتك داخل الوطن الذي أصبح السجن الكبير للمواطن..
القرف يجتاحني.. بعد أنْ وُضِعت في قفص لم أعرفه يوماً.. لأنّني أكره تقييد الحرية.. أكره أنْ أكون عاجزة مع إنّني قادرة على فعل أشياء وأشياء..
ليس من عادتي التحدّث عن الشخصي.. إلا في السياق العام عند الكلام على ما يجري على أرض الوطن.. لكن الإنسان نفسه تعز عليه أحياناً في الشدائد.. يهب لنجدتها كما ينجد الآخرين.. تُرى هل يجب أنْ أرفع دعوى على بلدية بيروت التي ترك أحد متعهديها كومة من الإسمنت يبس على الطريق التي أصابتني بكسر بليغ؟ أم على البلاطات المقتلعة من أماكنها وما أنْ يدوسها المواطن في الصحو والشتاء حتى تختل تحت قدمه وقد تؤدي إلى سقوطه.. أم على النفايات والأوساخ التي تملأ شوارع العاصمة.. إلى جانب الروائح المنبعثة من المجارير التي تزكم الأنوف في أيام الصحو فتتحوّل إلى نوافير للمياه الآسنة في الشتاء..
التحامل على بلدية بيروت ليس لأشخاصها.. ولكن التحامل على الإهمال فالإهمال ثم الإهمال..
على المجلس البلدي أنْ ينظر لتاريخه بعد انتهاء ولايته.. وماذا يُقال في أفراده؟
هناك كيل من الشتائم واللعنات.. وكيل أكبر بأنّنا ندفع المتوجّب علينا لها.. وندفع أيضاً لها في فواتير المالية والهاتف والكهرباء..
بلدية بيروت ارفقي بنفسك وبالمواطن الذي ملّ الشكوى منك.. والحديث عنك بين أخذ وهات.. بلدية بيروت قومي بواجبك.. إنّها بيروت يا ناس!!