رغم كل الأوسمة والدروع التي مُنِحَتْ لي عربياً ودولياً.. وعلى مدى مسيرة عملي في التحليل السياسي والتغطيات الإعلامية الكبيرة والبحث العلمي وبعضها مع رؤساء.. بعضهم ارتحل بالقتل والبعض الآخر بالانقلابات.. وأخرى علمية من جامعة مدريد ومن معاهد عالمية تعمل بتحقيق التراث ومراكز البحث العلمي ومعهد داغ همرشولد.. إلا أنّ الدرع الذي منحته لي نقابة محرّري الصحافة اللبنانية بالمشاركة مع جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان AUL.. أدخل بعضاً من الأمل الضائع في الذات..
جميل أنْ تُكرَّم في بلدك بعد تجاوز مُـدّة اليوبيل الذهبي للعمل.. وجميل أيضاً أنْ تتسلّم الدرع كصحافي.. بيدك لا أنْ تُعلّق شهادة ورقية على نعشك بعدما ترحل.. بعدما أصبح تاريخ الإنسان وفكره الجمعي وبُعد رؤيته.. لا يساوي «نكلة» في عالم التواصل الاجتماعي، الذي لا يُسمن ولا يُغني العقل، إلا بسرعة تلقّف المعلومة ليبدأ البحث في مجرياتها..
التكريم هام جداً للصحافيين في لبنان، ولكن للأسف لا رؤساء هذا البلد يهتمون بالصحافيين، مثلهم مثل الفنانين والرسامين والممثّلين.. يموتون موتة البؤساء!!؟
حرقة في قلبي أنّ التكريم لم يحصل في بيروت، مع شكري وتقديري لنقيبنا إلياس عون ولجامعة AUL، التي جمعتنا في الدكوانة.. ولكن لو حصل التكريم في بيروت كان له طعم آخر.. جميع المكرّمين، والذين رحلوا دون تكريم، والذين ما زالوا يعملون ولا يعرفون متى يقفون على الرصيف.. لأنهم لا يُجيدون إلا التفكير والكتابة.. جميعهم ارتحلوا من مدنهم وقراهم إلى بيروت مطبعة الشرق.. حاضرة الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة.. بيروت الأثر والفعل الذي يحضن إبن الأرض ويفتح ذراعيه للوافدين من الخارج.. كم أتمنى لو كان هذا حصل.. مع أنّ الدكوانة هي من وطني، لكن عاصمتنا جميعاً بيروت، التي مهما تعاقبت عليها المحن عاصمة لا تموت..
إسمحي لي عاصمتي أنْ أُهدي إليكِ تكريمي!؟