بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

1 أيلول 2020 12:00ص تُصبحون على وطن؟!

حجم الخط
اليوم ذكری تأسيس «لبنان الكبير».. اليوم يطل علينا للمرّة الثانية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاحتفال بالذكرى.. بعدما كان أول مسؤول دولي زار المناطق المنكوبة من تفجير المرفأ.. خطوته كانت كبيرة جداً.. ولكن للأمانة لم نرَ مسؤولاً زار المناطق المنكوبة واطلع على أحوال النّاس ومصيبتهم..

لبنان يعرف الازدهار ومن ثم الانهيار.. وهكذا دواليك والعياذ بالله من انهيارته قد أكون منذ طفولتي شاهدة على العصر.. شاهدة على المآسي غير أترابي.. فقد ظلّت يوميات ثورة العام 1958 راسخة في رأسي.. عندما ثارت المدن ضد حكّام لبنان برئاسة الرئيس كميل شمعون.. وعشنا محاصرة الجيش والأحزاب للمدن.. وكيف كان الجيش في صيدا يرمي سكان القلعة البرية.. وكم أُصيب أشخاص في حيّ رجال الأربعين من الرصاص الطائش الذي تهاطل على السكان.. في ذلك الوقت جاع السكان.. ومُنِعَ دخول كل شيء إلى المدن اللبنانية.. وأتذكر أغنية للشاعر الشعبي «الزينو» بصوته تقول: «جوز زلفا زعلان سامي وسكي سكران صار يعرف يقرأ قرآن ويطوطح على الحيطان إلخ» هذا كل ما أذكره.. لكن بعناية الله انتهت تلك الأيام المشؤومة بمجيء الجنرال الأمير فؤاد شهاب رئيساً.. ليكون الحاكم العادل الأوّل والأخير في دولة لبنان المستقل.. التفاصيل كثيرة ولكن ليس هذا مجالها.

اليوم يا أهل الحكم.. الشباب والكهول يهبّون للهجرة من الوطن.. أفسدتم لبنان وخرّبتموه لأجل مصالحكم.. والمصارف على كثرتها سرقت المودعين.. والتجّار الفجّار اغتنوا بسرقة المستهلكين على طريقتكم.. أنتم سرقتم المال العام.. وهم يسرقون النّاس .. الشعب وصل خط الفقر.. ضاعت الطبقة الوسطى التي كانت تصون المجتمع من الويلات وتوازن بين طبقة الاغنياء وطبقات الفقراء.. ما زلتم على غيّكم وتحاصصهم.. وما زالت الأحزاب كل منها يعمل لمصلحته وليس لمصلحة الوطن..

قولي في ذكرى تأسيس «دولة لبنان الكبير» على ماذا تصبحون؟ للشعب أقول: تصبحون على وطن؟!




أخبار ذات صلة