يوماً بعد يوم.. تفضح الأيام كل من كانوا يحيطون بك.. سواء أكان أولئك في قائمة الاصحاب أو المعارف.. تقف مشدوها امام افعالهم بحق بعضهم البعض، وأحياناً تقف حائراً كيف يتحوّل الاصحاب إلى أعداء.. يشهّرون ببعضهم في زمن كانوا فيه لا ينفصلون عن بعضهم لدرجة التعجب.. فيفضحون اسرارهم وتظهر حقيقتهم التي شككت بها يوماً.. لكنك ازلتها من خاطرك لأنهم لا يقدمون ولا يؤخرون في حياتك.. بل هم عبارة عن كومبارس لمسرحية الحياة..
بطبيعتي لا ارتاح إلى تلك العلاقات.. ولا اثق بمثل هذه العلاقات لأنها فضفاضة وليس لها ضوابط.. وكل ما ليس مضبوطاً في العلاقة بين الاصحاب.. نهايته الإفلاس في الصحبة أو المعرفة والافتراق.. لكن ان تصل الأمور إلى حدود الفضائح والتشهير فإن هذا يعني ان مصالح كانت تربطهم بالصدفة..
إحدى تلك السيدات من خارج هذه الحالة الفضائحية.. كانت صديقة لهم.. لكن بحكم زواجها وسكنها حيث يقيم زوجها.. فرقت بينها وبين ما حدث هذه الغربة البسيطة فأنقذت نفسها وأنقذت بيتها من مصيبة دمار عائلتها..
وجدتها على باب منزلي تقرع الباب.. لا انا عرفتها مما فعلته بوجهها من عمليات نفخ وحشو وتاتو.. ولا هي عرفتني: سألتها من تريدين؟ قالت أليس هذا منزل فلانة قلت نعم ولكن من أنت قالت منى صاحبتها من زمان..
فتحت الباب ودعوتها قائلة تفضلي.. أما زلت تعرفين عنواني.. قالت لا اصدق انك أنت؟ قلت وما العجب لأنني حقيقية إضافة إلى التعب والإرهاب وانخفاض وزني.. هذا لا يهم المهم الجوهر.. جوهر الإنسان من يكون؟ أما ماذا فعلت به الأيام فهذا شأنه وحده..
ومن دون أي مقدمات سألتها ما الذي ذكرها بي؟.. قالت: هل سمعت بالفضيحة؟ ضحكت سائلة عن أي فضيحة تتحدثين.. نحن نعيش في موطن الفضائح اليومية.. وفضائح الآخرين الشخصية لا تهمني، بل ما يهمني فضائح السياسيين على حساب الشعب..
قطبت حاجبيها قائلة: سأروي لك القصة.. أنا المهم نجوت لبعدي عنهم.. قلت: أيضاً لا يهمني استمتعي بشرب قهوتك لأنني على موعد؟!