يعيش لبنان عشية الانتخابات النيابية حالة من الغليان على وقع تصعيد بين اللوائح المتنافسة ، وتبادل الاتهامات بين الاحزاب «المكونة لمجلس الوزراء» والمتفاهمة على اقتسام الحصص في كل مقاليد الدولة ، مهرجانات تحتل الشوارع لا سيما في العاصمة ، ولم يلتفت الكثير من المرشحين في الدائرتين انهم يسيرون على نفايات بعد ان تسلمت شركة جديدة موضوع النفايات الا انها غير معنية كما يبدو في كنس شوارع العاصمة بل يقتصر عملها على جمع النفايات، فمن المسؤول ولماذا لا يطرح المرشحون هذا السؤال على المسؤولين؟
يقول الشاب الذي يتأمل الشارع المتهيئ لاستقبال مرشح كبير ويكتسي بالنفايات هنا وهناك: الا يستحي هؤلاء الذين يحملون الاعلام ويهللون للمرشح من قذارة شوارع مدينتهم ؟ كيف يهللون ولا يحاسبون؟ يكفي انهم يركضون خلف شعارات رنانة تخون الآخر ولا يلتفتون الى برنامج انتخابي يجب ان تعلنه اية لائحة لتنال به رضى الناخبين ويحاسبها هؤلاء عند نهاية ولاية المجلس ماذا حققت من برنامجها هذا، حتى انهم ينسون ان يحاسبوا هذه الطبقة عن الوعود التي اطلقتها ، فقط يهتمون كم قام هذا الفريق بشتم الآخر وكيف رد عليه هذا الآخر، المشكلة ليست في المرشحين برأيي الشخصي بل بهذا الجمهور الاعمى الذي يشتكي كل يوم من الفساد وعدم المحاسبة ومن الكهرباء والماء وحال الطرقات حتى من النفايات، فلو كان شعباً حقيقياً لحمل المكانس والمطهرات وكنس كل الفاسدين وعقّم مؤسسات الدولة من اية جراثيم تطفو على سطح الحياة السياسية والادارية في لبنان.