بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 نيسان 2019 12:00ص تعلمي الصمت أو غوصي في الفساد؟!

حجم الخط
يقول الكاتب الشهير أرنست همنغواي: «يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين سنة ليتعلم الصمت». هذا القول البسيط على ما فيه من بلاغة.. يمكن ان يعتبر كلاماً عادياً في رأي البعض.. لكنني أرى ان يبدأ الإنسان بالصمت على كثير من الأمور قبل أقل من خمسين سنة.. حتى يستطيع ان يأخذ له مكانة في المجتمع تخوله ان يكون محترماً.. شريطة ان يتكلم عندما يجب الكلام ويصمت في مواجهة طبقة الغوغائيين أو الثرثارين بمناسبة ودون مناسبة..
إحدى السيدات زارتني وهي تحمل من المسائل ما يتسع لحاوية مزدوجة من الكلام.. دونتها على 12 ورقة تريد الاستفهام حولها.. بعض هذه المسائل أتفه من التافه.. وبعضها عميق..
تقول تلك السيدة: «أن نفسها تراودها على حالها أحياناً لوضع الصدق والاخلاص وإغاثة الملهوف في سلّة المهملات ورميها مع الفضلات، وأنها تشعر أنها تعيش بأفكارها وكأنها على كوكب آخر، هي منتجة تعمل لكنها لم تستطع تأمين شيء لآخرتها، بينما كل من حولها أصبحوا يمتلكون الشقق والسيارات والعقارات، مع ان رواتبهم أقل من راتبها، وهي تتساءل أين هبط عليهن هذا المال؟
سألتها أين تعيشين أليس في لبنان؟ قالت: بلى.. قلت أنت إنسانة شريفة تعيشين على راتبك.. بينما الاخريات كما كل الطاقم الموجود في البلاد سلك طريق الفساد والارتشاء.. هل فتحت درج مكتبك عند تخليص معاملة ما ليضع لك العميل رشوة بداخله؟.. قالت لا.. قلت 99 بالمئة من طبقة الموظفين والمسؤولين والتجار وأرباب العمل يأكلون حقوق الآخرين ولذلك هم اغتنوا بالمال الحرام.. وهذا ما يسمى بمال الفساد الذي اوصل البلاد إلى الحالة الاقتصادية الحالية.. نحن نعرف مسؤولين ونواباً وأشخاصاً يُشار إليهم بالبنان كانوا لا يستطيعون شرب فنجان قهوة خارج منازلهم.. اليوم وبحمد الفساد يمكن ان يركبوا الطائرة ليشربوا القهوة الإيطالية أو الفرنسية.. لا تتحدثي عن مراودة نفسك.. بل تعلمي الصمت أو غوصي في الفساد؟!

أخبار ذات صلة