لكل فاكهة طعمها ونكهتها ومذاقها الخاص في فصل الصيف.. واثرها اللذيذ في نفوس المتذوقين، لا سيما مواسم المشمش والتوت، والكرز و.. أرض البقاع وفصول السنة!
صيف 1965 ادرك «الهرم الرابع» محمّد عبد الوهاب في (استديو بعلبك) «سن الفيل» بحاسته السادسة وهو يشرف على تسجيل رائعة الشاعر توفيق بركات «عالضيعة» وترنمت بها الشحرورة صباح:
عالضيعة يما عالضيعة
وديني وبلا هالبيعة
جينا نبيع كبوش التوت
ضيعنا القلب ببيروت
يا شماتة شــــــباب الضيعة
أوضحت التجارب من جامعة بوسطن، على مجموعة من الفئران بعد تغذيتها بـ«التوت» وأصبحت أكثر ذكاءً،وقال العلماء:«التوت يصلح التلف مع تقدّم السن..
وقال طبيب الأعصاب جيمس جوزف: تناول مشروب برونتي صباحاً فيه التوت البري.. واكدته الطبيبة النفسية «بربارة شوكيت».
في حزيران تنضج ثمار التوت وهي غنية بالاملاح والفيتامينات ومحاربة السرطانيات.
والتوت يقلل من خطر الوفاة وامراض القلب بنسبة 40 في المئة، يقول البروفسور جاك في جامعة ايست انغليا البريطانية.
حتى شاعر (بيروت الثائر) عمر الزعني ردّ على الشحرورة صباح سلفاً عام 1930 بقصيدته «يا توت الشامي»:
يا توت الشام يا شامي
حياة بلادك برجالها
والشفا على الله يا شامي
وحياة رجالها بنوالها
ويكمل الزعمي ساخراً:
ما حدا بيسمع ما حدا بيشفع
حسن احوالك
ما حدا بينفع
والهادي الله يا شامي
ويسخر الزعني بـ«التوت»:
اوعى تشكي لمخلوق فقرك
الشكوى مين بيسمعها
أو تسلم لغريب أمرك
ما حك جلدك إلا ظفرك
يوم خرج عبد الوهاب من استديو بعلبك قال لصباح: عاوز «أتذوق التوت دلوقتي»، فردت عليه الفنانة جورجيت سبات زوجة عبد الوهاب النابلسي: «حاضر يا أستاذ».