بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 كانون الثاني 2020 12:16ص توقيت بيروت!

حجم الخط
أن نكون لبنانيين وأن نحافظ على ذلك العهد، هو شيء من قبيل الاستحقاق الدائم الذي يزداد أمره صعوبة علينا، مع تصاعد التوترات والتهديدات بالحرب في المنطقة التي تُحيط بنا. ربما سيأتي يوم لن يكون بمقدور أحد منا أن يقول «أنا لبناني» بالطريقة التي ما زلنا نتصورها حاليا. عقوبات كثيرة مقبلة، ستعترض سهولة هذا التعبير أو إطلاقيته. 

فقد غرق اللبنانيون في سبات طويل جدا قبل أن يستفيقوا، وقد أصبحوا على حافة الانهيار الاقتصادي الوشيك. شيء ما كأنه ظهر فجأة ليقول لهم بالفم الملآن: التقدّم للأمام على النحو السابق بات متعذرا عليكم. لكننا نعلم جيدا أن انسداد أفق السياسة منذ عقود على يد طبقة فاجرة أرخى بأشباحه السوداء علينا، وأوصلنا إلى الطريق المسدود. 

جمهورية الوعود قد تهاوت في اللحظة الدولية الحرجة، وبتنا عاجزين جميعاً عن اختراع بداية مختلفة تفرّ من التكرار المأساوي للتاريخ، أو على ضبط وطننا الصغير على لحظة صفرية جديدة للنهوض المطلوب. 

حقا، ليس في جعبتنا اليوم ما يضمن تمسّك الأجيال اللبنانية المقبلة بخيط الأمل الرفيع الذي يكاد ينقطع بين أيدينا. الإفلاس السياسي سبَق الإفلاس المالي المريب بكثير، ومهّد له بكل ما أوتي من خراب. وها نحن نستمع للصرخات الخارجية اليومية التي تعلو من غير مكان، منذرةً بعواقب وخيمة تُهدد الكيان اللبناني في صميمه، من دون أي تأنيب للضمير أو إعلان توبة سياسية نصوح. 

فأمام السقوط الحرّ للأشياء بفعل جاذبية الكارثة، يتحول الكلّ إلى مجرد متفرج عادي. حتى أولئك الذين ينتفضون على واقعهم من أجل تغييره، يندفعون عن غير وعي منهم، في موجات الاهتزازات التي تسرّع من حدوث الزلزال الكبير. 

فلا أحد يُريد أن يرى موقع العقارب أين هو الآن، فيما يتقاتل الجميع على التحكّم بتوقيت بيروت!

أخبار ذات صلة