بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 أيلول 2020 12:00ص جـرأة

حجم الخط
صعدت الشابة العشرينية في سيارة التكسي بعد ان انتهى دوام عملها عند الثالثة بعد الظهر،هي الفتاة التي لا تحب المبالغة في ارتداء الاشياء الباهظة،لا سيما في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها معظم اللبنانيين، وكانت امها حريصة على تنبيهها من عدم التزين بالذهب لأن السرقات «كترانة»، توقف السرفيس عند الاشارة، فوقف بجانبه شاب على «الموتوسيكل» يسأله عن محارم «كليناكس»، وما كادت السيارة ان تقلع بعد الضوء الاخضر حتى هاجم الشاب الفتاة من النافذة وسرق سلسالاً رفيعاً من الذهب كانت تعودت ارتداءه في رقبتها ولم تكن تظن انه يمكن ان يلفت انظار السارقين،فأحدث جروحا في رقبتها قبل ان يستولي على «غنيمته» ويفر من المكان دون ان يستوقفه احد.

كل هذا حدث في وضح النهار، حيث وصلت الجرأة بالسارقين الى مهاجمة الناس في النهار غير مبالين بأحد،ربما كما قالت احدى الصديقات ان السبب يعود اول امس الى الحريق الذي غطت سحبه سماء العاصمة فظن السارق ان الليل قد حل ! 

ليست المشكلة في جرأة السارق او بالأحرى وقاحته بل المشكلة ان المواطن اللبناني الذي فقد ثقته بالدولة يفقد ثقته اليوم بالامن، كيف يتبختر السارق على دراجات نارية بين مختلف المناطق ، حتى بدون مراعاة السلامة، ولا توقفه الشرطة،ألم يعد بامكاننا ان نتجول بحرية، الا يكفي ما يسرقه الكبار حتى يسلبنا هذه الطفيليات ما نملكه بالحد الادنى؟ هذا السارق لا يسرق لأنه جائع بل لأنع ربما مدمن ،اما عن اسباب وصوله الى هذه الحالة فالسبب معروف لأننا لا تعيش في ظل دولة بل في ظل غابة القوي يأكل الضعيف، فمتى تنزل لعنة السماء على هؤلاء ليرتاح منهم الوطن ويرتاح منهم المواطن؟

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!