«إذا بدّك تموت الحقني» عبارة تغطّي الزجاج الخلفي لأحد الفانات، استفزّت الفتاة العشرينية، فلحقت به، هل ستموت؟، ولكن ما إنْ رأت كيف يقود «الفان» حتى أيقنت أنّ ملك الموت يسكن هذا «الفان»، لأن السائق إنْ لم يتسبب بموت نفسه، فهو بدون أدنى شك سيتسبب بموت غيره، إنْ كان من الركاب أو السائقين على الطريق التي يسلكها.
وصلت إلى العمل وأخبرت زميلتها بما رأت، فضحكت مطوّلاً، وقالت لها: في إحدى المرّات كنت اقود سيارتي، وتجاوزت احد الفانات الذي كان ينتظر راكباً ليصعد، فما كان منه الا ان ضرب الفان بسيارتي وكسر الاشارة، ولم يكتف بل اقترب من الشبّاك وقال: كسرت لك الاشارة لتتعلمي ألا تتجاوزي سيارتي، فلم يسعني سوى الصراخ، واقتربتُ من شرطي المرور لأشكيه، فقال خذي رقم فانه واشتكي عليه في المخفر، وهذا ما حصل ليُكشف لاحقاً عن أنّ عدّة فانات تعمل على نفس رقم اللوحة.
يتدخّل زميل لهما: لو تذهبان الى موقفهم هناك ستتعرّفان على جمهورية الفانات عن حق، لا احد يستطيع ان يركن هناك الا بإذن «المعلم»، وعليه ان يدفع خوّة له، لكن هناك ايجابية واحدة للفانات بين الكم الهائل من السلبيات، وهي انه وسيلة لنقل الفقراء واصحاب الدخل المحدود، في ظل دولة لم تستطع حتى تأمين الكهرباء والماء لمواطنيها فكيف بالنقل العام؟.