بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 كانون الثاني 2018 12:05ص خلل العقل بين الطب والسياسة!

حجم الخط
عقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصحة جيد بل ممتازة، وذلك بحسب ما أعلن مؤخراً طبيب البيت الأبيض بعد اخضاع سيّده لاختبار قياس مستوى الادراك. هذا يعني أن الشائعات التي أثيرت حول كفاءة الرئيس العقلية في إدارة شؤون الحكم واصدار قرارات مصيرية حول العالم، سوف تخمد ربما حتى نهاية ولايته. فالطبّ قد قال كلمته بحق الرئيس وبالتالي على السياسة أن تصمت في ما خص هذا الشأن. 
عقل ترامب العضوي مازال سليماً إذاً حتى الآن؛ فهو يأخذ قراراته وفق اجراءات عقلية ومنطقية واضحة ولا لبس فيها. بمعنى آخر، تخضع قراراته سواء الداخلية منها أم الخارجية، لما يعتبره مصلحة أميركا أولاً. وهنا تكمن المفارقة التي جعلتنا نجهد في اقناع أنفسنا بأن عقل ترامب السياسيّ مختل. الطب والسياسة هنا لا يلتقيان. وقت طويل انقضى ونحن ننظر إلى السياسة الأميركية نظرة طبيّة، أي نظرة المريض إلى الطبيب الذي ينتظر منه علاجاً شافياً. لكن هذا الشفاء لم يأت قط. النظرة هي سبب الخطأ، وهي الوهم الذي تمّ اسقاطه على الآخر، وإلباسه صورة لا تشبهه. 
هل أميركا بشخص رئيسها هي التي اختلّت موازينها واختلط الأمر عليها، أم أنّ صورتنا عنها ونظرتنا إليها هي التي لم تعد تجد نفعاً في التعامل مع المؤسسات الحكومية الأميركية ومصالحها العليا. قال ترامب أكثر من مرة أن العالم هو من يحتاج إلى أميركا وليس العكس، وبالتالي على العالم برأيه أن يدفع ثمن هذه الحاجة الدائمة إلى هذا «الآخر الكبير». 
ليس لأميركا اليوم حلفاء بالمعنى التقليدي للكلمة. العالم فهم هذا الانقلاب وبادر فوراً إلى التعامل معه. لا يعنيهم أن يكون ترامب مختلا أم لا.. المهم أن لا يكشف اختلاله عن خلل كبير فينا نحن!  


أخبار ذات صلة