كلمة الدكتور حسان دياب التي ألقاها الساعة السادسة من مساء يوم السبت الماضي.. بكل حيثياتها والتجميل الكلامي والوعود.. هاجم فيها كل مَنْ سبقوه في الحكم منذ العام 1993 وحتى تاريخه كما في كل إطلالة تقريباً.. إنّها حكاية «إبريق الزيت» الذي لا يفرغ..
يا دولة الرئيس جئت إلى السلطة بمباركة «الترويكا الحاكمة».. وهي نفسها التي دأبت على تنفيذ البرامج والضغوطات.. وقلتَ إنّك لن تخضع إلى التعيينات إلا حسب الكفاءات.. ونحن رأينا ما رأينا وسمعنا ما سمعنا.. حتى أنّنا رأينا مديراً عامّاً عُيّن وهو لا يعرف عن الاقتصاد شيئاً.. وأنتَ تتّحدث عن الكفاءات الموجودة في الوطن.. هل تعرف كيف ارتفعت أسعار السلع في ظل الجوع الحقيقي الذي بات يضرب أكثر من 65 بالمئة من الشعب اللبناني.. في ظل دولار وصل إلى عتبة السبعة آلاف؟
ما لفتني يا دولة الرئيس قولك إنّكم وضعتم يدكم على «الصندوق الأسود» لسارقي المال العام.. «برافو».. ولكن هل ستعلنون أسماء الكبار من الوجوه المعروفة إنّها زعامات.. أم إذا أعلنتم الأسماء ستكون أسماءً بديلة حتى لا تهتز صورة الزعماء الداعمين لوجودك في السلطة.. أسرِع في هذا الملف حتى يقول الشعب فعلاً إنّك جئت لتبني وبنيت.. وليس كما يُشاع في الشارع إنّ الحكومة هي «حكومة مضيعة وقت»..
أما المصارف التي سرقت المواطن وسَلَبَتْ المودعين ودائعهم كيف ستتعامل معها؟.. هل بالمصارف الأربعة التي اقترحتها؟.. وكيف ستعود أموال المودعين وهذا أقل الإيمان..
الضمير والعقل يقولان: إبدأوا بالحل وليس بالكلام.. وكشف ماهيات «الصندوق الأسود» ستجعل منك بطلاً لو استطعت فعل ذلك.. ولكن هل يسمحون لك؟.. الأيام بيننا وسنرى التحايل على الكلام؟!