العاصفة «نورما» أوّل دخولها.. خراب على طولها.. اقتلاع أعمدة.. خراب سيّارات.. انهيار جدران.. احتجاز الثلوج للسيارات على ضهر البيدر.. والبقية تأتي.. إنّه شهر العواصف والأمطار التي لم يشهد مثلها لبنان منذ حوالى الأربعة عقود..
ولو أنّ البنية التحتية تالفة منذ استلامها من المتعهّد.. والمجارير تتحوّل مع سقوط الأمطار إلى نوافير.. والشوارع تغرق وتغرق مع اختلاط مياه الأمطار بالمجارير.. شكراً بلدية بيروت؟!!
ما علينا من الوضع المدني المقرف والشوارع المتّسخة التي تغزوها الجرذان جماعات جماعات.. أما الفئران فقد تتكلّف بها القطط كما يتكلّف السياسيون بأكل قوت النّاس ونهبهم على «المكشوف»..
لننسى هذا ونقول: يبدو أنّ الشتاء عاصف وثقيل الوقعة على اللبنانيين.. كل شيء مدلهم سياسياً.. اقتصادياً.. اجتماعياً.. صحياً ودون حياء أمنياً أعان رجالنا الساهرين وحدهم على حياة المواطن..
لستُ سوداوية ولكنني أسال ذاتي حتى أستطيع الإجابة.. لأنّ السؤال للقيمين على شؤون البلد أصبح مذلة.. إجابتهم ستذل المواطنة.. ستذل كرامة الوطن..
ترى متى ينبلج ربيع لبنان الحقيقي وليس الربيع الموسمي.. ربيع الحياة.. ربيع اختفاء آه المواطن.. ربيع أنْ تنعم بدولة لها سيادة ولنا حقوق عليها.. لا يتناتشون فيها قوت النّاس وتعبهم.. كما يتناتشون حق المواطن بالإضاءة والتدفئة في ظروف «نورما» مثلاً.. ندفع بالمليارات للكهرباء ويكفينا أقل من خُمس ما ندفعه حتى يُنار الوطن من رأس البياضة جنوباً إلى رأس العبدة شمالاً مروراً بالجبال والوديان والبقاع والمدن الساحلية.. أيضاً الزبالة أم النفايات؟ لا الزبالة في بلد ماذا نقول عن القيّمين عليها؟ نعم.. إنّهم يحتسبون الزبالة.. لله درهم.. أخشى روائحهم أنْ تزكم عنان السماء بعدما أزكمت أنوفنا..
لله درّهم يشترون بأثمان الزبالة أغلى العطور والمواطن جوعان.. يا حرام؟!