بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

12 كانون الثاني 2018 12:05ص «رسالة أخيرة» قبل الإياب

حجم الخط
شيئا فشيئا تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى عبء ثقيل على كثير من مستخدميها الذين اثروا إغلاق حساباتهم فيها والابتعاد عن كل ما يمكنه أن يعكّر صفو حياتهم؛ بغية استعادة نوع من الصفاء الروحي المفقود. لم يقتصر هذا الأمر على الناس العاديين بل تعدّى أيضا إلى المشاهير، حيث بدأنا نسمع في كل يوم عن حساب يُغلق إرادياً، في غير مكان من العالم، لشخصية معروفة وأخرى محبوبة يصل عدد المعجبين على صفحتها إلى مئات الآلاف. 
أسباب عديدة طبعاً تقف وراء هذا الانسحاب من «الافتراضي» والعودة إلى «الواقعيّ». فثمّة «ضلال إلكتروني» يفوق بأضعاف مضاعفة أي ضلال آخر في عالم «اللحم والدم»؛ عالم المعيش الحقيقي، بحسب ما تُفصح عنه شهادات كثيرة، أدلى بها العائدون أو التائبون! إنّها المشكلة إيّاها يقول البعض: مشكلة الإنتماء! فهذا العالم الغريب، اللامحدود، اللامعياريّ... لا يشبهنا، بل إنه يعمل بتصميم كبير وبشكل ممنهج على تدمير أجهزتنا العصبيّة، من خلال جعلنا في وضعية «محارب»  
يشتبك طوال الوقت مع ملايين المعلومات النافعة وغير النافعة، ومع آلاف الأشخاص الذين لا تتسع لهم حياتنا أصلاً، ومع سيل لا ينقطع أبداً من التعليقات أو الاطراءات أو حتى الشتائم. 
على حواسنا الخمس أن لا تذهب بعيداً عن البيت، إذا ما أرادت النفوس أن تبقى قابعة فيه؛ مستأنسة ومكتفية بحصّتها اليومية من الحياة ومن مُتعها الماديّة والفكرية على حدّ سواء. 
«أدركت أنني لا أنتمي إلى هذا العالم المسمّى بالتواصلي الذي يُدمّر كل إنسان ذكي ويجعله عرضة لأنياب الدنيا السخيفة ليصبح أسيراً لإطراء من هنا وشتيمة من هناك» تقول الممثلة اللبنانية ورد الخال في «رسالة أخيرة» قبل الإياب..

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!