مع بداية عزف الأشواق سيمفونية السعادة والفرح والابتهال .. وأرواحنا تهفو وقلوبنا تشتاق للخير انتظاراً لنغمات شهر رمضان، وهو أحد الفروض الخمسة التي فرضها الله على المسلم بعد مسيرة أحد عشر شهراً من العناد في ضجيج الحياة.
تهل علينا ليال رمضان خيراً، إلى «تجربة» تجلو الروح.. في كل منها صورة مغلقة بالذكرى والحنين، تختلط فيها مظاهر العبادة مع الطقوس والتقاليد الشعبية، وتوضح إلى أي مدى تتغلغل ذكريات رمضان في طيات الوعي الجماعي للأمة العربية والإسلامية.
من مكة بيت الله العتيق، حيث نزلت أولى آيات الوحي في شهر رمضان وصعد أول نداءات الحق.
«الطريق إلى مكة» الطريق إلى الإسلام.. ومكة المكرمة دوحة الإسلام وأرض السلام، وبين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، حيث سار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنها «دوحة الاسلام» ترنمت فيروز بأرض السلام برائعة سعيد عقل «غنيت مكة»:
غنيت مكة أهلها الصيدا
والعيد يملأ أضلعي عيدا
فرحوا فلألأ تحت كل سما
بيت على بيت الهدى زيدا
المؤرخ د. مراد ويلغريد هوفمان (ألماني المولد) وصف في كتابه «الوثيقة» يوميات ألماني مسلم: «الكعبة نقطة ثابتة (وقبلة يتجه إليها المصلي) تمثل مرساة رمزية لديانة عالمية تتعلم يقيناً «أن الله ليس في الشرق أو الغرب وإنما يتجاوز كل قيود الزمان والمكان».
ويختم «هوفمان» «لقد بكيت في رحاب الكعبة»..
كان رمضان دائماً هو شهر الوقائع المهمة التي هزّت العالم الإسلامي وأحدثت فيه كثيراً من التحولات.
منذ كلمات الوحي الأولى، حتى آخر طلقة في حرب تحرير الأرض، كان رمضان شاهداً وحاضراً على مرّ العصور.