بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

10 نيسان 2018 12:05ص زمن أبناء الحرام؟!

حجم الخط
وجدتها على الطريق.. سيّدة يبدو عليها العز.. لكنها تلبس ملابس لا تليق بها.. متخفية بنظارة سوادء كبيرة تفوق حجم وجهها.. حقيبتها برقبتها صغيرة لا تساوي دولاراً واحداً.. وقارورة ماء وكتاب..
ذهبت في طريقي.. لكن حقيقة السيدة استوقفتني لدرجة أثارت فضولي.. هل أعرف هذه السيدة التي تحمل كتاباً لإبن طفيل.. ومن تكون يا ترى؟ ربما اتعبها المسير فجلست على الرصيف قرب صيدلية شاكر.. ذهبت لميعادي وعدت من حيث أتيت لأتأملها عن كثب.. ولكن العيون التي تبوح بما لا يبوح به اللسان مظللة.. حاولت الوقوف على محل الشكولا لمضيعة الوقت وعدت للمرور من أمهامها.. هي مشغولة في القراءة.. ولو أن جسلتها هي جلسة استعطاء..
عدت أدراجي إلى البيت وقارئة ابن طفيل المفقود من الأسواق لم تفارقني.. فضحكت من حال المثقفين في بلدي قائلة لنفسي: هذا زمن الحرامية والنصابين.. لهم في الحياة مطرح يتربعون فيه متباهين على غيرهم..
صباح اليوم التالي ما إن انهيت قهوتي حتى اسرعت لارتداء ملابسي.. والذهاب إلى حيث كانت السيدة.. لم أجدها.. هناك بائع خضار جديد.. رحت أتأمل الخضار واسعارها.. وما ان التفت حتى جاءت السيدة.. أعطيت صبي الخضار ألفين وقلت ماذا تعرف عن هذه السيدة؟ قال: هي تأتي للشحادة.. ونحن نعطيها عندما تهم بالرحيل ببعض ما يجود به المعلم..
اسرعت نحو السيدة ومددت لها ما فيه النصيب.. وسألتها عن حالها وعن ثقافتها.. قالت قبلت صدقتك اذهبي في حالك.. لا تأتي كثيراً إلى هنا.. أنا يكفيني ان اجمع ثمن الدواء والقليل من الطعام والرحيل.. تأكدي انني لا اشحد لأن هذه عادتي.. بل اشحد لأسد رمقي.. قلت أليس  هناك من يساعدك.. قالت المساعد هو الله.. وكيف تأتي المساعدة في زمن أبناء الحرام؟!

أخبار ذات صلة