بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 شباط 2019 12:00ص زينتنا إلنا وفرحتنا إلنا

حجم الخط
عاد من عمله ليلاً إثر نهار موغل بالهموم والمتاعب.. فرآها مهمومة البال شاردة الذهن.. تتخذ من ركن مُعتم حيّزاً من الفراغ.. وتردّد: «الحمد لله».. وبعض من الدمعات اللؤلؤية تتدحرج من عينيها..
سارع إليها مستفسراً عن السبب.. بعدما استقرَّ به أغلب الظن أنّ كارثة حلّت بالعائلة.. فعن طفلتيهما سألها وكذلك عن كل الأهل والأحباب.. فقالت: «ما تسأل ما حدا بيستاهل».. وبسؤال استنكار ردّد: «دخيل ربك.. قلبي صار بين إجريي.. شو في؟!»..
قالت: «قد يكون الأمر سخيفاً بالنسبة إلى سواي.. لكنّه يعني لي أكثر من الكثير.. ها أنذا قد وضعتُ حملي ولله الحمد.. وستبلغ ابنتنا شهرها الأوّل ولم أر مخلوقاً في دارنا.. أيُعقل وأنا لم أقصّر في حق قريب أو غريب؟!.. أم إنّ الحق كلّه يقع عليَّ لأنّك تراني في صدر المُلمّات.. أساند هذا وأدافع عن ذاك وأعاضدد هذه وأدعم تلك.. ما الذي جرى؟! لماذا حتى أقرب الأصدقاء.. الذين لي عليهم حقوق لم يزد سؤالهم عني عن اتصال «واتساب».. وأنا تراني في أتراحهم قبل أفراحهم سهماً يُصيب كبد الأزمات أو النغمات»..
ضحك وقال: «وشو يعني؟!.. زينتنا إلنا وفرحتنا إلنا.. واللي بيجي أهلاً وسهلاً بيتنا مفتوح.. واللي ما بيجي ما خسرانين شي.. وقّفتي قلبي افتكرت في مصيبة.. يلا اضحكي ولا يهمك.. هي في أنا كل يوم عم إجي»..
وبينما هما يتسامران.. ويُطلقان بعضاً من الضحكات البرئية.. إذ بملاكيهما يطلقان بدورهما جرسَيْ إنذار.. الأولى تغادر سريرها منادية: «بابا بدّي Pippi».. والثانية تصرخ وتولول جوعاً.. وترسل عبر الأثير كل ألوان الـ«واع ع ع ع ع».. حينها انفجر وزوجته بضحكات قلبية ترافقت مع دمعات من شدّة الضحك.. وقال لها: «يلا قومي يا ست.. عم تقولي ما حدا إجا.. تنتين شرّفوكي دفعة وحدة»..


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود