كاد قلبي ينفطر وأنا استمع إلى حضرة المسؤول... ففي ظل الأوضاع المتردية، وفي الوقت الذي لا نملك فيه ترف الوقت، حيث المواطن المدعوم يسلب المواطن المقهور، سواء باحتكار البضائع أو تهريب المدعوم منها عبر السدود والحدود، وبين وباء لا يرحم واقتصاد منهار، وحيث يزداد الفقير فقراً والبلد انكساراً، تسمع عن مساعدات مشكورة آتية من هنا وهناك، وعمن ينظر حول توزيعها على الأشدّ فقراً، لكنه، وبكل حرص وتأنٍ يقف عند أمور لوجيستية تبلع ما تيسر منها لتأخذ الوقت والمال من درب من لا يجد القوت في بيته.
246 مليون دولار، سمعنا أنها الطريق إلى المقهورين كقرض من البنك الدولي لدعم شبكة الأمان الاجتماعي، والتي من المفترض أن تخصص بالكامل لـ147 ألف عائلة من العائلات الأشد فقراً، ولتلامذة المدارس الرسمية الأكثر احتياجاً.
غير أن حضرة المسؤول عن التوزيع كان عبر الشاشة يتحدث وبكل ارتياح عن المخصصات التي ستذهب لأمور لوجيستية، والتي تحتاج إلى غرف ومراكز وموظفين... وكلفتها تعد بالملايين فضلاً عمّا سيضيع بين الدهاليز!..
واستغربت... ما الحاجة لموظفين جدد ونحن في الزمن الصعب؟ ألا يكفي تجنيد الوزارة المعنية لغرفها وموظفيها والاستعانة بالشباب الجامعي المتطوع كما فعل الجيش لدى توزيع الاعانة على مستحقيها؟! فيما تترك عملية التنظيم المترفة بالملايين لأيام الرخاء ولحين الميسرة، ومن مال الضرائب، وليس من مال القرض المخصص للفقراء؟!
يا سيادتك... نحن في الزمن الصعب والمطلوب التقشف الا على المحتاج، الوقت ليس بخدمة الأشد فقراً، فلا تكن أنت والأزمات عليه، لطفاً، كن عوناً ولا تكن فرعوناً.