بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 نيسان 2019 12:00ص سيدة ملعقة ومدقّة التوم!!

حجم الخط
يمر العمر وتمر معه أهوال من التجارب.. منها ما يترك أثره.. ومنها ما ننساه ونعود لنقع في نفس الخطأ والخطيئة.. ومنها ما نتمسك به لأنّه رفعنا.. ووفّر لنا مشاعر ما كنّا لنسبر غورها.. إلا بعودة عقارب الزمن إلى الوراء.. وتكرارها كما هي دون زيادة أو نقصان..
«صاحبنا» ما كان يدري أنّ هناك أعظم وأكبر من العشق الشكسبيري.. بألوانه الحمراء وزهوره الجورية ولياليه السهرانة.. ليدرك أنّ عشقاً من نوع آخر.. يتماهى مع ذاك الذي نادت به العدوية.. العاشقة لمَنْ يرى خفايا القلوب ولسنا نراه.. فيبلغ منتهى العشق بحب طفلة كانت أوّل عهده.. ووريثة عرش عمره..
وفيما ظنَّ بأنّه اكتفى بتلك الروح الهيفاء البتول.. وإذ بمالك الروح وواهب الحياة.. يشغل فؤاده بعشق جديد.. لروح هائمة في ملكوت الرحمن.. حملت إلى دنياه ابتسامات غيّرت معنى الأبوّه ومفهوم العائلة.. 
فصارت روحه عاشقة ولهانة تهيم في دنياهما.. غير عابئة إلا بما تتطلبانه.. وغير ساعية إلا لتوفير النجوى لهما.. والوصول إلى ملكوت تغرّد ضحكات الأولى فيه.. وتترتّل ابتسامات الثانية.. فيتلوّن الكون في عينيه كأنّنا في مدينة أفلاطون.. فلا أزمات ولا صعاب بل «الدنيا ربيع والجو وبديع».. حتى تجسّدت أمامه عظمة الخالق فوق عبيده.. بأسطورة تنمو بسرعة برق.. بالأمس كان وكان واليوم وغداً ماذا سيكون؟!..
حتى أنّ الإجازة من العمل أصبح لها معنى آخر.. فلا فرح إلا بوجودهما ولا سعادة إلا باللعب معهما.. ولا شباب ولا عُمْر ولا شيب ولا كهولة ولا هرم إلا.. وهو أسدهما الجرّار في وجه كل مَنْ تسوّل له نفسه الانقضاض على أحلام غدهما.. ولو كان من الفؤاد قريباً وأقرب.. فهما أنيسه وفرحه وجليسه.. هما «كلمة يا بابا.. بتسوى الدنيا كلّها».. وكيف إذا بالكبرى بدأت باللعب والشيطنة وسرد حكايا المدرسة.. لتتسلّل من بين شفتيها الماسيتين كلمات.. العصبية والفرح والعتب والعلم.. وما أدراكم ما «سيدة ملعقة» و»مدقّة التوم»!!!

أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود