بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

25 كانون الثاني 2018 12:09ص شاردة في حياتي؟

حجم الخط
الست ايزابيل ما زالت كما هي في كبرها.. لقد كانت من أوائل الدبلوماسيات اللواتي عملن في الخارج.. لكن العمل الدبلوماسي أخذ حياتها.. أمات شعورها الإنساني لم تتزوج ولم تستقر على حال.. وما ان تقاعدت حتى وجدت نفسها في فراغ قاتل.. تراها في الصيدلية تشتري ادويتها.. لا تخالط الكثيرين.. علاقاتها محدودة.. تقضي ايامها ولياليها متنقلة بين النت والقراءة والتلفزيون.. أحياناً يكون وجعها مستطيراً على الوضع الداخلي.. وفي معظم الأحيان على الوضع الإقليمي.. تخشى على لبنان لأنها تحب الوطن.. وما اختارت بديلاً عنه..
دعوتها على  فنجان قهوة.. جلست إرتاحت لعجقة مكتبي.. سألتني لماذا لا ترتبيه مع ان كل شيء عندك مرتب.. ضحكت قائلة في كل شهر أرتبه مرّة.. لكن الترتيب يضيع ما أريد فأعود إلى «نعفه» وهكذا احصل على ما أريد في اللحظة..
سألتها وماذا عنك؟ قالت مكتبي صغير.. عليه الكومبيوتر وأقلام وأوراق.. أبدأ بالكتابة وأتوقف شاردة في حياتي التي مرّت.. اتعرفين ان الدبلوماسي رجل كان أو إمرأة مشتت عائلياً.. منسياً محلياً.. يظنه النّاس للأسف انه غني والحقيقة انه وحداني وتعب نفسياً.. يحسده النّاس على منصبه وهو لا يرى عائلته الا سنوياً.. وبعد ان يتقاعد لا أحد يسأل عنه.. بعد ان كان مرغوباً في بلد يمثل بلاده فيه.. فيعود إلى الوطن وحيداً الا من علاقة رسمية مع الأهل من الأخوة.. اما أبناء الأخوة والاخوات قد يراهم وقد لا يراهم.. لأن الأمر مقضياً على وسائل التواصل..
قلت ست ايزابيل لماذا لا تكتبين مذكرات دبلوماسية.. وتتحدثين عن كل هذه المعاناة.. على العموم لا أخفيك سراً.. ان الإعلاميين حالهم مثل حال الدبلوماسيين.. عندما يتركون العمل تنتهي حياتهم مع النّاس.. وكأنهم ما كانوا عاجقين الدنيا..
سألتني  وهل كتبت؟ قلت بدأت في أكثر من موضوع.. ولا أدري إذا كنت سأنهيهم رغم أهمية هذه المواضيع محلياً وإقليمياً ودولياً؟!

أخبار ذات صلة