بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

31 كانون الأول 2020 12:00ص شكراً كورونا!

حجم الخط
أما ونحن على مشارف عام جديد.. وحده الله العليم بما سيحمله.. وهل سيكون «شقياً» كشقيقه؟.. فيُشقينا بما أوتي من خراب ودمار وأوبئة وموت؟.. ومتغيّرات لم نألفها يوماً؟.. أو علّنا كنّا عنها غافلين ونجري خلف الحياة «جري الوحوش».. فلا نصل ولا نقف في أي محطة.. بل تبقى الأيام وحدها تسابقنا.. ونحن «متل اللي لا طال عنب الشام ولا بلح»..

هو عام حمل متغيّرات أشبه ما تكون بنهاية عالم.. أدركنا معها معنى الفراق على حين غفلة.. آمنّا بأنّ الموت مُحيط بنا من كل حدب وصوب.. وعايشنا ولا نزال الرعب المُسيطر على وجع الفقدان.. نهاب حتى زفرات الأنفس علّها تكون محمّلة بالوباء.. أو بنسخته الجديدة الأسرع تفشياً..

هو عام أيقنّا معه أهمية النظافة.. ومعنى «الهفهفة» والنقاء والتعقيم.. استمعنا إلى صوت الصمت.. وتحادثنا مع الفراغ.. عايشنا الحجر والعزل.. وآمنّا بأهمية مسافات الأمان والتباعد المجتمعي.. حتى غدت الكمّامة أولى أولوياتنا اليومية.. والبيت جنّتنا مع عالم تسرح فيه أشباح الموت.. تبحث عن نديم يرافقها.. فيما نحن وعينا لأهمية العزلة.. وحسن الاختيار وإمكانية مواصلة الدرب مع قلائل.. 

عام فارقنا معه أجزاءً من ذواتنا وأنفسنا.. تُهنا عن دروب أحبّة سرقهم الموت فغلبنا وغلّبنا.. فأصبح مجرّد ذكر عام 2020 نكبة على إيماننا..

ومع هذا كله.. يبقى أنْ نقول: «شكراً كورونا».. شكراً لأنّ كثيرين ما كانوا يفقهون للنظافة أي معنى.. فأجبرتهم على ذلك.. شكراً لأنّ الحجر حمانا من أوبئة بشرية.. والعزل أبعدنا عن فيروسات تمشي على قدمين.. حتى بلغ بهم المطاف أنْ انتفضوا عليكِ رافضين وجودك.. وفي لبنان ما أجمل أيام الحجر مقابل القيادة على طرقات البلد في ظل زحمات السير.. ومن يعش ير!!   




أخبار ذات صلة