أقف على تلّة لا أعرف ما بداخلها.. ربما هي نفايات نفوس شريحة مُفسِدة من أبناء الوطن.. ورغم براح المشهد.. لا أشعر أنّ الهواء الآذاري عليل.. تختلط فيه رائحة الفساد والمُفسِدين مع تأوّهات الشعب المكلوم اقتصادياً واجتماعياً.. ينتفي الشعور بالانتعاش.. أتأمّل استراحة الشمس المشرقة.. لا أشعر بدفئها.. بل أرتعش خوفاً من الحصول على رغيف.. أتلفّت يُمنة ويُسرى.. يا الله عموم الوجوه واجمة.. كالحة.. العيون زائغة.. الشفاه تتحرّك متمتمة بكلام غير مفهوم..
أحاول النزول عن تلك التلّة.. لقد تلوّث حذائي.. رائحته أصبحت نتنة.. ربما أصابتني رائحة التلّة.. أغسل حذائي بماء البحر.. وأسرع لا أنوي على شيء.. «شو بنا» في هذا الوطن؟ الدين يسبب الفساد قفز قفزة عملاقة.. مؤشّرنا الاقتصادي تدنّى.. النفوس بين الطبقات أصبحت رثّة.. الغني يتكبّر على الفقير لا بعمله وفهمه وضميره.. بل بأنّه أحد الخنافس الفاسدة التي طغت طبقتها على سطح المجتمع..
أتأمل حال الخرّيجين الذين صُرِفَتْ عليهم أموال على حساب عوائلهم.. أراهم حائرون.. سائرون قبل سطوع الشمس للوقوف أمام السفارات بحثاً عن فيزا للإرتحال..
نعم حظ نخبة «الانتلجانسيا» من الشباب المتعلّم إلى الرحيل أو الترحيل القسري عن الوطن إلى ملاذٍ آمن يؤمّن لهم المأوى ولقمة العيش والسلام.. بعدما فقدوا السلام في المواطنة في بلد الحرف والكلمة..
خرّيجو هندسة النفط يبكون على اختصاصهم.. نفطنا وغازنا ستسرقه «إسرائيل».. ومسؤولونا جميعاً نيام في العسل.. تُرى لماذا هذا الدين والهدر وترسيم مربّعاتنا؟ نحن بانتظار الضغوط على .. وعلى .. وعلى؟!