بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 أيلول 2018 12:22ص «شوشو» في ساحة النجمة!

حجم الخط
هل تذكرون يوم دخل الفنان الثائر حسن علاء الدين مجلس النواب «خلسة» ومن دون ان يقرع بيده المرتجفة الباب النيابي الأسود.. ليشارك أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة جلسة الثقة الذين فوجئوا بحضوره (الشوشوي الملتبس)؟! وراح كل واحد منهم يحدُّق بشواربه، حتى انهم كادوا يقولون: «شو جاي يعمل (شوشو) هون؟!».
حدث ذلك في منتصف سبعينات القرن الماضي، يوم بدأت رياح العواصف تشتد معلنة بداية حرب الجوع، والتشرد والاغتيالات والسبت «الأسود».. و«الأبيض»، وحاجز «التيوس»، إلى آخر السيمفونية.
وبدأت رحلة التسوّل والتوسّل. سائحون في كل العصور، سكان الشوارع ينامون على أرصفة شوارع العاصمة، في ازقة الشقاء؟!
وبعضهم اختار الهروب من قسوة البرد والأب أو المعلم في مدارس لا تشبه المدارس إلى فقر من دون قيود، فرضتها «وحوش» بشرية بين انيابها عصا وجزرة.
في (مجتمعنا اللبناني) أطفال الشوارع ولا منقذ ينشلهم، هذا ما تمنى «شوشو» نقله إلى السياسيين الذين بفضلهم «العبثي» شرّدوا أطفال لبنان، وراحوا يعانقون أرصفة الغربة والنفي في مدن ليست مدنهم، وممثلة «اليونيسيف» في لبنان «أنا ماريا لورينتي» آخر من يعلم.
أطفال التسوّل في شوارع بيروت (قنبلة موقوتة) هذا ما اعلنته الأمم المتحدة، وعددهم 400 طفل مشرد، و«بايان روبجرز» مدير المنظمة يصرخ: «انقذوا فقراء لبنان»، وردت حياة عسيران مستشارة لقضايا الأطفال في «منظمة العمل الدولية»: «اعوذ بالله».
يوم خرج شوشو من (البرلمان اللبناني)؟! توجه إلى منزل الشاعر ميشال طعمة الذي حاول الانتحار 4 مرات للعوز والدواء؟! وهو الذي ترنمت برائعته «كلنا جميلة» إهداء للبطلة جميلة بوحريد بصوت وردة الجزائرية.
طلب منه قصيدة «كار الشحادة» والفقر، وخلال عشر دقائق وُلدت ابياتها وكانت من ألحان الياس الرحباني، وكأن التاريخ «الفقري» و«أزمة المياه والكهرباء» يُعيدان نفسهما:
عطشانين يا بلدنا والمي بخمسه وستين
جوعانين يا بلدنا وما عنَّا رز ولا طحين
طفرانين يا بلدنا
والبنوكي مليانين 
ومحتارين يا بلدنا
لمين منشكي محتارين.
وحمل شوشو «المايسترو» عصاه وامامه «النوتة» يصرخ بوجه الحكام مبشراً بالجوع، والقهر والتشرد وهجرة الأدمغة.
وكانت ولادة (سيمفونية الوجع) «آخ يا بلدنا»؟!


أخبار ذات صلة