بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 تموز 2020 12:00ص ضحايا الزمن القادم!

حجم الخط
على أطلال أحد الشوارع في الشهباء الحلبية.. حيث مرَّت طوابير الصواريخ والقذائف.. وأرتال الأجساد الممزّقة بـ«الكيماوي» و«الانشطاري».. وما أشبه هذا بذاك.. وقائع جمعتهم تتماهى بحلم عن طفلة تاهت.. في زمن الموت المُحمَّل على أجنحة الغرابيب السود.. صورة لم يعتد أنْ يراهُ عليها.. لأنّه أيقونة بهجة وفِكر وعظمة.. لردح كبير من جيل عاصر فنّه وأداءه المنقطع النظير..

هاجَمَهُ مُطالباً باسترداد طفلته التي ظنّوا.. لأيام وسنوات أنّ شياطين الموت قد سرقتها.. لكن ما كان أقدر من الأحلام عن العودة بها.. إلى واقع حضن أبيها الدافئ.. تحت جنح الظلام المُعفّر بغبار الخوف.. وعصف القذائف وعويل الصواريخ.. فكان أنْ ارتدّت له الروح.. بلمحةٍ من مُحيّا فلذة كبده التي على فراقها فارقته الدُنيا بما رَحُبَتْ..

واستيقظتُ من غفوتي.. أراني أسأل ما الذي جمع كوكبة الروح.. وعزف الجروح على وتر الحياة.. فلا ابنتي ولله الحمد عنّي بعيدة.. ولا درب طريق لي إلى خارج سجني اللبناني.. ولا حتى أفكاري في «الزمن الكوروني» تمضي بي.. إلى دمشق أو بغداد أو القاهرة أو صنعاء سواها.. بل جُلُّ هموم يومي «المشي الحيط الحيط وقول يا رب الستر».. فلا صفعة من هنا ولا ضربة من هناك ولا «خازوق» من هنالك.. علَّ الأيام تمضي على خير ما يُرام.. ونستقبل الأضحى بألا نكون ضحايا الزمن القادم..

صوب سريرها مَضَتْ عيناي عن نور فؤادها تبحثان.. أرسالةُ ما رأيت؟ أو كابوس؟ أم أضغاثُ أحلام؟!.. أي معنى وأي مغزى وأي مكان وزمان؟!.. لماذا حلب؟ ولماذا «الدُريد»؟ واختفاءُ قُرّة عين؟!.. وألف ألف لماذا ولماذا ولماذا؟!.. حتى تعبتُ من التفكير.. وإلى جوارها في ملكوت السرير.. عبرتُ إلى دهاليز النسيان.. علّها تخبرني بما كان وكان وكان!!




أخبار ذات صلة