بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

4 تموز 2020 12:00ص عبودية الطوائف

حجم الخط
«أنا مش كافر البلد كافر» عبارة تركها شاب قبل ان يطلق النار على نفسه، مرفقة بسجله العدلي ان «لا حكم عليه»، هو خبأ وجهه بقميصه حتى في لحظات موته الاخيرة ربما لم يكن يريد ان يرى سماء بلد اذلّه حتى الموت،لا ايها الشاب لست انت بكافر وليس البلد بكافر، بل الكافر هذا التاجر (السياسين والاقتصاديين)، والكافر هو هذا الذي اقترع في الانتخابات وانتج هذه الطبقة السياسية على مدى 30 عاماً، وهو يعلم علم اليقين انهم يسرقون خبزه ويعطونه كسرة قد لا تسد رمق طفل صغير.

الكافر هو من يقتنص فرصة الازمات ليزيد من أرباحه ويقتل الفقراء دون ان يرف له جفن،الكافر هو من اوصلك الى هذه النهاية،وما اكثر الكفار في بلدي ،بلد الطوائف، بلد السمسرات المذهبية،كلّ يتاجر باسم الدين بقوت الشعب، ويشحذ همم الجائعين بجرعة من الطائفية القذرة فيستعيضون عن الرغيف بهتافات ضد الآخر ربما يكون جاراً او زميلاً او حتى قريباً.

ينجحون دائما وبالتناوب بين بعضهم البعض» كارتال السارقين «في حرف» اي تحرك عن هدفه، فينسى الجائع رغيف خبزه ويحمل الشعارات القذرة التي زرعوها داخله منذ تأسيس دولة لبنان الكبير،قد يكون تأسيس لبنان الطائفي لعنة أجنبية مستمرة لن يستطيع اي روحاني اخراجها من جسد البلد المتهالك ،لأنه بكل بساطة حراس الهيكل هم من يستمرون في تعزيز اللعنة بمؤازرة دولية مشبوهة الدور، لكن اللعنة الحقيقية هي التي ستذهب يوما بتجار البشر من سياسيين وغيرهم ويكون مصيرهم كمصير كل طغاة العالم الذين شهدنا نهاياتهم في حفر او على المشانق، ولا بد ان يعي الشعب يوماً على حقوقه فيتحرر من عبودية الطائفية ويبني على أرض المزرعة التي أسسها الفجّار وطنا واحدا لكل ابنائه.




أخبار ذات صلة