عجباً من هذا الشعب، يقول الرجل الثلاثيني، هو شعب يتأفف من سوء الخدمات والفساد والهدر وكل الفوضى التي تتحكم في امور حياتنا، وها هو يذهب الى الانتخابات ويعيد انتخاب الاشخاص نفسهم، المسؤولين نفسهم عن اسباب تأففه، او آخرين لكن ضمن الخط نفسه، والرائع ان هؤلاء المسؤولين هم انفسهم من تبجح بمحاربة الفساد خلال حملاتهم الانتخابية، فهل صدقوا وعودهم ؟ أم يجربوهم طيلة سنوات؟ أم إن هذا الشعب يحمل مرضاً وراثياً في النسيان؟
ينظر اليه زميله مؤكداً كلامه، طبعاً هو شعب ينسى حتى انه ينسى الوفاء او يتناسى عند رؤية «الدولار» فكيف يمكن ان تصدق ان من أمّن الكهرباء 24 ساعة على 24 لمدينته متحدياً المافيات سقط في هذه الانتخابات؟ اليس قلة وفاء؟ أو ان هذا الشعب اعتاد العتمة فلم يجد في النور انجازاً ؟
يرد الرجل : توقع كل شيء من هذا الشعب بعد ان سيطر عليه الخوف من الآخر، انظر الى كل الحملات الم يجعلوا من الآخر الذي يختلف عنهم غولاًً يريد ان يأكلهم، فان شرد احد منهم خارج القطيع فسوف يتم افتراسه، فلن يهمه ان عاش في العتمة او النور فهناك في اعتقاده من يمنع افتراسه من الآخر، فعذراً من كل مرشح «آدمي» اسقطه هذا الشعب بجهالته، لأن عتمة القلب والعقل انتصرت على نور الكهرباء.