بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

30 آب 2018 12:05ص عضّة كلب!!

حجم الخط
نادرة جداً حالات الوفاء في أيامنا الحالية.. بل تكاد تكون منعدمة بشكل رهيب.. اللهم إلا لدى من مازالوا يؤمنون بأنّ الله موجود.. وقصاصه حتمي.. مهما أمهل فهو لا يُهمِل.. ولكن الطغمة الكبرى نسيت أو تناست وجود الحق.. الذي يزين بميزان عدله حقوق عباده ولو بعد حين..
وهذا ما يتماهى مع وقائع عايشها «صاحبنا» عشية عيد الأضحى المبارك.. فبعدما أعان زميله سابقاً بالحصول على وظيفة عمره.. وهي لا تزال إلى اليوم «باب رزقه».. وها هو اليوم يعينه بالحصول على إجازة مطوّلة.. كون الأخير يسعى إلى تغيير مظهره.. وزرع شعر في مقدّمة رأسه.. أملاً في أنْ ترضى به أي «بنت حلال».. ناسياً أنّ القلوب شواهد.. والوجوه مرايا للنفوس.. 
وفيما الإجازة شارفت على نهايتها.. بادر «صاحبنا» إلى تقديم منحة للزميل.. بأنْ وفّر له يوماً إضافياً من الإجازة.. علّها تكون مصلحة مشتركة.. ويحصل «صاحبنا» على إجازة يومين بُعيد العيد.. الذي حُرِمَ على مدى أيامه ولياليه من الراحة.. وواصل «مهنة المتاعب».. بل وحُرِمَتْ أسرته وخصوصا طفلته إبنة السنوات الثلاث.. من التمتّع بالخروج من الدار واللعب فرحاً بالعيد.. 
فكان أنْ زمجر الزميل وأرعد وأزبد.. رغم أنّ «صاحبنا» رئيسه.. وله كل الحق بأنْ يحل ويربط.. ويتّخذ القرارات التي تغيّر من مسارات الأمور.. بل و»ضربني وبكى وسبقني واشتكى».. فراح يخبر فلاناً وعلاناً بأنّ «صاحبنا».. يسعى إلى التحكّم بمفاصل حياته.. وأنّه يتطاول عليه ويتدخّل في ما لا يعنيه.. وكل الأمر أنّ «صاحبنا» أجابه عند الرفض: «روح الله معك»..
وبين هذا الزميل.. وآخرين ظنّهم «صاحبنا» يوماً يتمتعون بذرة من غبار الأصدقاء .. فإذ بأنياب الكلاب تبرز من مخبئها.. وتنقض غارزة سهامها في ظهره قبل صدره.. حتى آمن «صاحبنا» بما خيّرته به الحياة ما بين «صديق كلب» أو «كلب صديق» فإذ به يختار الكلب.. لأنّه مهما غدر يبقى أوفى من عضات كلاب البشر..


أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود