بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 آذار 2019 12:00ص عمل الخير

حجم الخط
بيعت آخر «علكة» مضغها السير الأسكتلندي أليكس فيرغسون المدير الفني السابق لنادي مانشستر يونايتد الانكليزي في مزاد علني بـ 515 ألف دولار، على أن تذهب الأموال للأعمال الخيرية.
لم أفهم يوماً أولئك الواهبون لمبالغ خيالية لامتلاك مثل هذه الأشياء التافهة، فان كان مقصدهم الخير فان للخير أبواباً كثيرة، فلماذا لا يزور ذلك الغني دار ايتام أو مخيم للاجئين أو مأوى للمسنين ويعطي ما يريد من المال؟ أم ان الأمر بالنسبة إليه هو «برستيج» زائف حتى تكتمل صورته الاجتماعية في أعين محيطه وفي الإعلام ليدلّوا عليه باسم رجل الخير؟ ألم يتعلّم من الأنبياء ان ما تعطيه اليد اليمنى لا يجب أن تعرف بها اليد اليسرى، ام ان الخير في هذا القرن أصبح «مباهاة» وضرورة «بريستيجية» لتلميع الصورة؟
ولكن للأمانة فان الكثير من أغنياء لبنان لا يلتفتون الى الفقراء إلا إذا حثتهم مؤسسة ما على ذلك وعلانية، فانهم يقدمون على التبرّع في هذه المناسبات فقط ، رغم ان الكثير منهم أيضاً يتبوأ مراكز في الدولة تدرّ عليه الملايين من خلال سرقات وفساد لعقود طويلة، وان أقدم هؤلاء على دفع بعض الفتات الى الجمعيات فانهم يردون بعضاً من أموال الشعب المنهوبة، ولكن لو ان لدينا دولة رعاية في لبنان لما احتاج يتيم أو فقير للتسوّل في فنادق «خمس نجوم» لانها كانت كسرت تلك اليد التي تتطاول على المال العام لتتصدّق بالفتات على هؤلاء، لأن عمل الخير هو لأهل الخير حقاً.

أخبار ذات صلة