بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 تموز 2019 12:00ص فؤاد شهاب: قدوة لبنان؟!

حجم الخط
الأمير فؤاد شهاب الإنسان.. ما أحكمك وما أعدلك يا متقشّفاً.. يا ناسكاً.. يا نظيف الكف والخُلُق.. يا حازماً.. يا ورعاً.. أحببتكَ مُذ كنتُ طفلة، وآمنتُ بكَ زعيماً للوطن الجريح.. جئتَ إلى سدّة الرئاسة من المؤسّسة العسكرية في أواخر صيف العام 1958.. جئتَ على حصان العدالة.. بعد ثورة شعبية أطلّت بها الطائفية والحزبية.. جوّعتْ المدن وحاصرتها لتركيعها.. وكأنّ مشروع تحطيم لبنان بدأ منذ ذلك التاريخ.. وكلٌّ يبحث عن مكانته بين الحلف والنهج..

جئتَ إلى الحكم رافعاً شعار «لا غالب ولا مغلوب».. حتى لا ترفع فئة فوق أخرى.. لم تسلم من نقد طائفتك مع أنّك كنتَ زعيماً للوطن بامتياز، تعيش هموم المواطن وتحاسب مَنْ يأكل حقوقه ويسلبها.. رتّبتَ البيت اللبناني وأقمتَ دولة المؤسّسات.. ولأنّ للبناننا خصوصية.. اجتمعتَ بالرئيس جمال عبد الناصر على الحدود في خيمة مشتركة في حدودها بين لبنان والجمهورية العربية المتحدة في زمن الوحدة بين مصر وسوريا.. جلستَ في الجانب اللبناني اعتزازاً بالوطن وسيادته.. وشرحتَ للزعيم جمال عبد الناصر خصوصية الشعب اللبناني.. وكان لك ذلك بعدم التدخّل في شؤون لبنان..

رتّبت وبنيتَ وأنتَ زاهد في الحكم.. لكنّكَ كنتَ تريد أنْ يشتد عود البنيان.. لأنّك كنتَ تعرف أكثر ممّا يعرفه غيرك.. بأنّ الحالة الطائفية كانت تشتد وتشتد.. والصوت الطائفي ينخر البنيان.. والنسيج الاجتماعي بات أوهن من خيط العنكبوت.. ومع ذلك كنتَ تريد المحافظة على قيمة الليرة اللبنانية.. وحافظ عليها الأمير الصغير الرئيس الياس سركيس عندما كان حاكماً لمصرف لبنان..

رحلتَ يا كبيراً في العام 1973.. في زمن كان الوطن يغلي.. وكأنّ هناك شيئاً يُدبّر له.. الحمد الله أنّك لم تتألّم من الحرب الأهلية ولا من الاجتياح الإسرائيلي.. فثورة 1958 تُعتبر مزحة أمام الحرب الأهلية والاجتياح.. رحمكَ الله في دنياك الثانية يا قدوة لبنان؟!




أخبار ذات صلة