بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

20 شباط 2018 12:05ص في البال وهي المآل؟!

حجم الخط
أشرد بذهول لأتذكر حكم جدي.. أنبش في الذاكرة بما كان يقصه عليّ محذراً من غدرات الزمن.. مرّة جئت أخبره عن رجل غني في المدينة إفتقر.. وهذا الرجل كان يتردد اسمه كمحامي في قضية غرق المركب «قاصد كريم».. قال جدي رحمه الله لا تيأسي ولا تتأثري بالحكاية.. الحياة دوارة وتصيب الظالم بما ظلم والشامت بما شمت والخائن لولي النعم.. لا تحزني يا صغيرتي فربك أعدل العادلين..
مرّت الأيام وجاء هذا المحامي الشامخ معتذراً من جدي على دناوته النفسية.. ووقوفه بالمحكمة ليدمر صاحب المركب.. ورد جدي عليه: حسبي الله ونعم الوكيل وقفل الباب في وجهه..
إستغربت موقف جدي المضياف الحكيم.. لكن الموقف طغى على سطح تفكيري خلال العطلة وكأن المشهد حصل بالأمس.. وجدت أن من الضروري رصف كلامه في هذه الحكاية.. وأن واجبي أن اذكر من كان محباً للقراءة ويريد ان يعيش الحياة.. عليه ان يأخذ من المسنين عقولهم.. ومن الأطفال قلوبهم.. ومن العظماء هيبتهم.. ومن الفقراء صبرهم.. الجمل السابقة فيها تحذير للانسان بالحذر من ان يسلم لغيره زمانه وحكايته مع الزمن.. فيصبح كل من خلفه امامه.. فالحقير لا يكفيه الدمار بل يبني نفسه على حطام الآخرين.. لكنه يقع فريسة للحزن على فقدان المال الذي جمعه بالحرام.. والمال الحرام يذوب كما يذوب الملح من قطرة الماء..
الأحداث على مر التاريخ تتكرر بحكايات مختلفة.. لكنها في عقدها متشابهة مع حرامي أو نصاب أو متودد ليحصل على الفتات.. لكن النتائج الجميلة لهؤلاء ومهما دامت.. فهناك يوم محتوم تكسر فيه هامتهم.. ويخرون أرضاً بما اقترفوا على المال والولد.. وأيضاً على كل سند..
كلام جدي الهامة الصيداوية يرن في أذني: أسأل ماذا تريد يا ريس الرياس.. حكمك وأحاديثك في البال وهي المآل؟؟!

أخبار ذات صلة