بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

2 نيسان 2020 12:00ص في مواجهة «المد الكوروني»

حجم الخط
لم أكن يوماً بعيداً عن تقلّبات «المستديرة العالمية».. وما تخبئه تخلّفات وأطماع زعمائها من مصائب وكوارث على الشعوب.. فكيف أبتعد وقد انقلب السحر على «شياطين التفاصيل».. «فزربنا وباء كورونا بالبيت».. مستعمراً الطرقات وفراغها.. ومحوّلاً أحلام ما بعد «كورونا» إلى أثمن ما يمكن أنْ نتأمّله لمواجهة «المد الكوروني»..

هذا الاختيار الإجباري للحجر أو الأسر الطوعي.. قلب يومياتي رأساً على عقب.. وبدل أنْ يكون يومي راحة ومللاً.. كالكثيرين ممَّنْ أجبرهم «العزل المنزلي» على التزام «الحيطان الأربعة».. تحوّلتُ من صحافي إلى BabySitter مطلع كل صباح في يوميات الحجر.. 

بداية، أصبحتُ أنهض من نومي على عقارب ساعة ابنتي الصباحية.. بعدما كانت الماما تقوم بهذه المهمة خلال أيام المدرسة.. منادية: Papa قوم بدّي Pippi.. وننتهي من الـ Pippi لندخل في دنيا الـCornflex  مع الحليب.. مصحوباً بالـCartoons الذي يُختتم  - الله يخلّي ولادكم - بدرس الرياضة الصباحي.. كما اعتادت في المدرسة..

وبعد الرياضة نبدأ بالرسم والتلوين وكتابة الأحرف والأرقام والقص واللصق.. ولا أنسى أبداً اللهو بتطبيقات الـSocial Media.. واستطراداً أشكر الله أنّني لا أملك شعراً فوق رأسي.. وإلا لكان حالي مثل أحد الزملاء.. الذي حوّلت طفلتاه بقيّة شعر رأسه إلى حقل للتجارب التجميلية..

ومع مرور بعض الوقت من اللعب واللهو والضحك و«تعذيب الماما».. يحين وقت العمل.. وفي درب انصرافي إلى مكتبي.. تعرّفتُ إلى أركان جديدة من منزلي .. كانت تائهة في زمن الركض خلف «لقمة العيش».. استشعرتُ معنى المشقّة ومدى تنازل حبيبة العمر وشريكة الدرب عن أحلامها وطموحاتها.. من أجل مملكتنا التي أرمي على عتباتها هموم يومي.. 

أجلس خلف مكتبي متصفّحاً أحرف يومياتي.. فتسرقني الأفكار بعيشة هنيّة.. بعيدة عن كوابيس «بس وهُس، وقوم وقعود، وسكّر الشباك ورد البرادي.. وتك الديجونتير، وبدنا مَيْ وبدنا خبز، ووطي صوتك ناموا البنتين...إلخ».. 




أخبار ذات صلة