بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

11 حزيران 2019 12:04ص في نظرهن أصبحتُ مُسنّة!!

حجم الخط
من سوء الصدف أنْ تطرق بابي دون موعد.. سيّدة جليلة أحبّها.. وأحب أنْ أستمعَ إليها، لكن في الأوقات التي يُتاح فيها الاستماع..

دخلت.. جلست.. انتظرتني أنْ أسألها عن أحوالها.. لكنّني كنتُ في عجلةٍ من أمري.. وليس لديَّ من الوقت لحظة لأضيّعها.. برنامجي مزحوم.. شعرت أنّها جاءت في الوقت الغلط.. قالت: هل تريديني أنْ أذهب وأعود لك في يوم آخر؟.. قلتُ: أيامي خلال هذين الأسبوعين صعبة.. عسى أنْ تُفرج الهموم وتبرأ الأجساد.. حتى أكون معك ونحن قد حدّدنا موعداً لجلسة أستعد لها..

انتفضتْ سائلة: وبماذا يمكن أنْ أساعد؟ قلتُ: على سلامتك.. شقيقتي عندها مواعيد طبية.. وأنا مضطرة للذهاب إلى جلسات المساج لقدمي لا أكثر ولا أقل.. 

قالت بعد تنهيدة كبيرة.. شعرتُ أنّ حياتي أصبح لا طعم لها.. ما أنام عليه أصحو عليه.. لذلك وددتُ أنْ أتخلّص مما تحويه خزانتَي من ملابس وأحذية ومن بعض الأثاث.. هل تساعدينني على فعل ذلك؟

شردتُ بأفكاري للحظة، وعدتُ أسألها: لماذا هذا القرار؟.. قالت بأنّها كثيرة وطاقة سلبية وهي مكدّسة.. قلتُ: احتفظي بما تحبينه وتفضلينه.. وتصدّقي بما لا تريديه.. هناك أناس مستغاثة وتحتاج فوطة المطبخ.. تخلّصي مما لا تريدينه.. وأبقي على ما تحبينه حتى لا تندمي.. قالت: ما رأيك أنْ تساعديني بالاختيار.. ضحكتُ ضحكة المتأسّفة على نفسي قائلة: وهل تعتقدين بأنّ لديّ من الوقت لأقوم بهذا العمل؟.. أنا أحتاج إلى فرز حاجياتي لأنّني أبحث عن شيء ما وكأنّه إبرة في تل من القش.. عليكي أنْ تطلبي ذلك من بناتك لعل وعسى يساعدنك..

بعد زفرة طويلة تبري القلب: لكل منهن همومها.. وهمومي باتت لا تعنيهن وأفكاري لا تروق لهن.. في نظرهن أصبحتُ مُسنّة؟!


أخبار ذات صلة