بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 تموز 2018 12:21ص قدّيسو آخر الزمان

حجم الخط
الأسبوع المنصرم سردنا رحلة الشوق.. التي عاشها «صاحبنا» استقبالاً لـ»صاحبه».. إثر 33 عاماً من الفراق.. وما عايشته الساعات من وقائع اللقاء والفرحة العارمة.. التي كانت سيدة الموقف خلال يومين.. من التقاء قطبي الشوق من المشرق العربي إلى مغرب الكرة الأرضية..
ولكن ما هي إلا أيام حتى اصطدم «صاحب صاحبنا».. بواقع «وطن النجوم.. والفتى الغرير الأرعن».. اصطدم بـ»بلاد الأرز والخضرة والطبيعة الخلابة».. فراحت عيناه تبكيان ما كانتا تحلمان بأنّهما ستريانه.. فما عاد الأخضر إلا إسمنتاً.. وما عادت الطيبة إلا صراعات وجفاءً.. وما عادت الطفولة إلا نضوجاً دون عقل واتزان..
سأل الصاحب القادم من خلف البحار «صاحبنا»: «ما الذي حدث للبلد؟.. لما البشر قبل الحجر تغيّروا؟.. فما عادت الطيبة تيجان غار تكلّل رؤوسهم.. وما عادت البسمة مرسومة على الوجوه.. بل هذا صاخب وذاك غضبان وذلك يصرخ.. وتلك تطلق بوق السيارة.. وغيرها ترمي القمامة في الشارع.. ألم نكن من أنظف دول العالم؟.. ألم نكن بلاداً خضراء يتغنّون بجمالنا ونظافتنا؟.. ما الذي حصل؟!»..
ضحك «صاحبنا» ضحكة مريرة من الألم.. وقال: «أوتدري كل ما تسأل عنه.. مضت 33 عاماً وأنا أبحث عنه.. أزهرتْ سنوات عمرنا على عتبات الحرب.. ونما شبابنا على أرصفة الأمل.. وهرمنا وحملنا المسؤولية دون أنْ نعرف للنعيم من درب.. لا تسأل أسئلة لا نملك لها الأجوبة.. لأنّنا نحيا في بلد لا قيمة لنا فيه.. واشكر ربّك أنك متى دخلت البلد.. دخلته بجوازك الأجنبي.. وإلا لعوملت معاملة اللبناني.. 
وبعينين ملؤهما الدمع قال المشتاق لوطنه: «سأعود وسأسرح وأمرح في بلدي وموطني ومسقط رأسي.. ولكن أبداً لا يمكنني العيش في بلاد.. الصابرون على العيش فيها.. طوبى لهم قدّيسو آخر الزمان»..


أخبار ذات صلة