تتأفف الأم الاربعينية من كثرة التفكير كل يوم اي نوع من الطعام تعد لاولادها، اصحاب المزاجات المختلفة في الاكل، مما يحتم عليها اعداد اكثر من صنفين. تقول لها جارتها الآن تجدين صعوبة في التفكير بانواع الطعام مع انه يمكنك ان تقدمي كافة الاصناف، المشكلة في شهر رمضان القادم الينا، عندها ستعجزين عن التفكير الا اذا اعددتي لائحة طعام تلتزمين بها فترة الشهر المبارك.
يتدخل الزوج، الذي لم يعجبه الحوار، ويسأل: هل المشكلة هي التفكير بانواع الطعام في هذا الشهر؟ برأيي المشكلة هي بتأمين مصروف هذا الشهر الذي يحتاج الى ثلاثة اضعاف مصروف الشهر العادي لكثرة متطلباتكن، فلا يقف الامر عند الطعام بل يشمل العصير والحلويات الرمضانية ومتطلبات السحور، ولا يستطيع اي موظف ان يكتفي براتبه في هذا الشهر اضافة الى متطلبات العيد الذي يليه، لذلك افكر بأن اطرح على المصارف فكرة ايجاد ما يسمى «قرض رمضان» يكفي لمتطلبات الشهر والعيد ويمكن تقسيطه على مهل.
ترد الجارة بعصبية: الله يبارك بهذا الشهر فلا يجب ان تخاف من مصاريفه «الله بدبّر»، يرد عليها بتهكم: الله فرض علينا الصيام لنشعر بجوع الفقراء فنهب لمساعدتهم، لكننا نصوم ولا نفكر إلا بما سنعد على الافطار من مأكولات شهية، ولا نفكر بماذا سيفطر الفقراء هذا اليوم، لذلك يجب ان لا نبالغ في تحضير الاطعمة وان كان ذلك فيجب ان لا نفطر قبل ان نطعم المساكين من طعامنا هذا.