بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 آب 2018 12:02ص كالعيس في البيداء...

حجم الخط
علاقتي بالمصارف يشوبها الحذر لا أدري السبب الحقيقي الذي يختفي خلف ذلك.
حتى امكنتها اتخيلها أمكنة لعتاة يمسكون بالزمام ويحركون الحياة بخيوط تربط خلق الله بها.
هذا ليس هجاء، فالامر بات من مقتضيات العصر بل من أعمدة وجوده.
مقدمة لا بدّ منها لسرد حادثة.
اضطررت لدخول مصرف ما لإنجاز معاملة لا بدّ من إنجازها فكانت الوجوه الباسمة بانتظاري. لياقة وتهذيب وتحرك منتظم وكل ينظر إلى شاشته بحالة تشبه العشق.
وصودف وقوفي قرب أمين الصندوق.
ورأيته يكدس المال وفق فئاته ويضع قسماً منه في آلة تعدّه اوتوماتيكياً.. ويعيد ما يُعيد إلى مكانه ويدفع ما يدفع... الخ.
الصورة لغاية الآن طبيعية.
وليس فيها ما يلفت.. ولكنه لفت.
نظرت إلى الرجل الاربعيني أو الخمسيني وهو منهمك في عمله وقلت في سري.
ما مدى علاقته العاطفية بما يمسك.
يتعاطى على مدار عمله بمبالغ طائلة داخلة وخارجة فما هو شعوره الداخلي وارتباط ذلك بوضعه الشخصي.
الا يفكر بسداد أقساط ما، أو مصاريف منزل، أو حتى ما يستوجب من مال لمأكل ومشرب..
الا يمكن ان يكون في ضيق والملايين بين يديه.
فحضر من ذاكرتي بيت الشعر الذي يقول:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والمال فوق ظهورها محمول


أخبار ذات صلة