بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

22 كانون الأول 2017 12:08ص لا أحد سيقوى على اعتقال الوجع!

حجم الخط
لكل واحد وجعه، ولكل وجع حكاية. إنه الجانب الأكثر إنسانية فينا. فالإنسان هو الحيوان المتألم الذي يُفصح عن وجعه الخاص، ويتعايش معه، ويندمج فيه، حتى يتشخّص الوجع؛ ويصبحان واحدا. من هنا، أفكّر إن كان للوجع معادلة واضحة على غرار المعادلات الرياضية أو المنطقية. هل أنّ مجموع وجع كل لبناني على حدة يساوي ما يصح أن نُطلق عليه اسم وجع الوطن؟ بعبارة أخرى، هل ألم لبنان هو حصيلة آلامنا الصغيرة والكبيرة على حد سواء؟ هل ثمّة تماثل أو تشابه بين الوطن الكبير والأوطان الصغيرة؟ أفي بحر واحد تصبّ كل تلك الينابيع الحزينة؟ وهل يُرجع الصدى كل تلاوين الصوت الواحد؟ 
أسئلة ربما ستبقى في مهبّ الريح أو في مهبّ الخلافات الكبيرة على حجم هذا الوطن، أو الصغيرة جداً جداً، والتي سرعان ما تكبر وتكبر حتى تتحول إلى مواجهة هنا أو تهديد هناك! 
ما هو وجع الوطن الحقيقي؟ من أين تأتيه تلك الآلام المبرّحة؟ من ذا الذي يسأل هذا السؤال من دون أن يخفي وراء ظهره إجابة جاهزة، إجابة يريد أن يفرضها على السؤال نفسه كي يجعل منه سؤاله هو؟ 
يمتلك الوجع صفة الامتداد. إنّه يتمدّد ويتمدّد، ولا يقدر أحد على إيقافه. قد يصبح الوجع بحجم وطن. يُغطّي كامل مساحته الجغرافية؛ يشرب كلَّ مياه بحره من السطح إلى أخمص قعره، كاسفنجة حزن عملاقة. 
لا طائفة للوجع ولا مذهب له، ولا مرجعية سياسية يؤوب إليها أو يختصم عندها. 
الوجع مشرّد كالتراب، طليق كالضوء، وخفيفٌ كالهواء.. خفيف جداً رغم ثقله. هذا يعني باختصار أن لا أحد سيقوى على اعتقال الوجع!


أخبار ذات صلة