بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

16 كانون الثاني 2018 12:05ص لا أخشى الأسود؟!

حجم الخط
رغم الهدوء الحذر المشوب بالتوقعات السلبية التي يعيشها المواطن.. من وضعه الاقتصادي والاجتماعي والصحي.. يبقى الأمل مفقوداً بغدٍ أفضل للمواطن في أمنه وأمانه الاجتماعي.. صحيح أن البلد ماشي بصعوبة.. لكن خوف المواطن وحتى من العوام الذين علمتهم الأيام كيف يحللون الأحداث.. تجعل المواطن يعيش في داخله شبح كابوس من القادم.. متسائلاً: «وهل القادم أكثر إخافة من الحاضر؟».
هل إبتلي شعب بمثل هذا البلاء.. الضحكة أصبحت صفراوية للمجاملة.. أما الفرح فقد نزع من النفوس انتزاعاً بسبب التناتش بين زعماء المحادل السياسية.. لماذا يفرض علينا ان لا نستقر؟ لماذا عيونهم مفتحة على مصالحهم؟ هل لأن الساسة يريدون كل شيء مفصلاً على مقاساتهم؟ أم لأن هؤلاء الساسة مرتاحون مادياً ومناصباً.. إلا انهم في اعتقادي يشعرون بالخوف في دواخلهم.. مثلهم مثل المواطن العادي الذي ليس له في العير ولا في النقير.. لكن المواطن امام كل اختلاف يتذكر المثل القائل: «أنا لا أخشى الأسود بل اخشى غدر الكلاب».
طبعاً الأسد إذا كان جائعاً لن يرحم المخلوقات الضعيفة.. ولكن الكلب الصديق الأمين.. الحارس الوفي غدره مضاعف.. لأنه أولاً وآخراً ومهما كانت صحبته ودية سيُسعر.. وعندما يبتلى بداء السعير.. سيقتل صاحبه الذي اطعمه ودلّله وفضله على كل من حوله..
هذه الحادثة ما كنت لأتذكرها لولا المثل.. ان صديقتي الإعلامية النمساوية لوتي.. كان لديها كلب جميل أليف.. تدلله دلالاً لا يمكن أن يكون لأحد.. وعندما تكون لديها سفرات تأخذه إلى منزل ذويها في الريف حتى يلقى العناية المطلوبة..
وذات رحلة لها أخذته إلى أحد منازل الإيواء بعد ان احضرت له كل ما يحتاجه في غيابها.. وطلبت مرافقة خاصة ان تهتم به وتنظفه يومياً وتأخذه في ثلاث نزهات..
الصديقة لوتي إضطرت للغياب أكثر مما كان متوقعاً.. ولما عادت لتأخذه من مركز الإيواء.. فتحت له ذراعيها لتحضنه فإذا به ينهش وجهها.. ولم تستطع التخلص منه الا بالمساعدة.. هكذا سُعر الكلب ونسي لوتي التي تشوهت.. وأصبحت تدير عملها من منزلها دون ان تلتقي الآخرين؟!

أخبار ذات صلة