بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

18 كانون الثاني 2019 12:05ص لا تغلقوا أبواب العلاج!

حجم الخط
ثمّة طرق كثيرة للموت في لبنان. منها ما نعرف عنها؛ مثل عدم جهوزية طرقاتنا ومسؤوليتها سنوياً عن حوادث وفاة بالعشرات. ومنها ما لا نعرف عنها شيئا، إلاّ بعد فوات الأوان، ووسط تكتّم شديد، لا يسمح لنا بامتلاك الحقيقة. كأن يموت أحدٌ داخل مستشفى، بعد تدهور خطير ومفاجئ في حالته الصحيّة، لأسباب مجهولة في غالب الأحيان، سواء بالنسبة إلى الأهل المصدومين أم للأطباء الذين كانوا يتولّون أمر علاجه، وقد راعهم ما حصل. 
فهل يُعقل أن يأتي الموت كذلك، من المكان الذي من المفترض، أننا نلجأ إليه من أجل تلقّي العلاج المناسب والتغلّب على أوجاعنا؟ 
لست أتحدّث عن الموت الطبيعي بل عن موتٍ آخر (وإن كان الموت هو الموت في كل الأحوال، ولا يأتي، وفق إيماننا، إلا في أوانه وقدره) نتيجة مضاعفات سريعة؛ بحيث يصعب السيطرة عليها تماماً، وتودي بحياة المريض في أقل من ٤٨ ساعة! 
لكن السؤال المحجوب: ما هي أسباب هذه المضاعفات؟ وما دور البيئة الداخلية للمستشفى في ذلك؟ هل توجد فيروسات من الأنواع القاتلة هناك؟ هل ثمة جرثومات خفيّة لا تلبث أن تنقضّ على الأجسام التي ضعُفت مناعتُها بسبب المرض، فتُعظّمُ من دائها، قبل أن تقضيَ عليها، على طريقة «لا منشاف ولا مندري»؟! 
من يجيب عن هذه الأسئلة التي يطرحها الناس كل يوم، وهم يحدّثونك عمّا جرى لإخوان أو لأصدقاء لهم، في هذه المستشفى أو تلك؟ هل سنظل نسمع ونسمع، وننقل الحكايات تلو الحكايات، على سبيل «أضعف الإيمان»، فيما القائمون على أمر الناس وصحّتهم يغطّون في نوم عميق؟ 
إن كنتم فتحتم أبواب الأمراض (الجسدية والنفسية) على مصراعيها، فلا تغلقوا علينا أبواب العلاج.. هل نقول إيّاكم؟!

أخبار ذات صلة