بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

5 آذار 2020 12:00ص لا داعي للهلع!

حجم الخط
مفارقتان شدّة في السخرية والألم عايشهما «صاحبنا» خلال اليومين الماضيين.. أولاهما الحرب اللبنانية في مواجهة حجافل «كورونا» القادمة إلى شرقنا العظيم.. على أجنحة البسط الفارسية والعجمية.. أو عبر «السوشي والساشيمي» والصينية واليابانية والكورية..

فكان أنْ تعطّلت المدارس عن برنامجها السنوي للمرّة الثانية.. بعدما سبق وتأخرت عن لحاق ركب الموسم الدراسي.. عشيّة اندلاع شرارة ثورة 17 تشرين الأول 2019.. ولكن هذه المرة السبب هو «الوباء القاتل».. وبدل أنْ تحذو الإدارات والمؤسّسات الرسمية حذو المدارس والجامعات.. ويتقيّد الشعب بالإرشادات التي تعمل على «تقزيم» حالة الانتاشار الوبائي..

إذ باللبناني انطلاقاً من شعار «لا داعي للهلع».. حتماً لم يهلع بل استغل الفرصة.. فامتلأت المقاهي بروّادها من المراهقين.. في «حارة كل مين إيدو إلو».. والشباب راحوا يلهون على البحور.. ويكتظّون في الأماكن العامة مُغلقة كانت أو مفتوحة.. مستغلّين فترة الطقس الربيعي المسيطر.. و«طير وفرقع يا فيروس.. نحن شعب كلو تيوس».. أما المفارقة الثانية.. وبعيداً عن الوباء الجرثومي.. وباء إنساني ومعدوم الضمير والشرف.. واصل تفشيه هذه المرّة.. إذ غرّد أحدهم عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».. بأنّ رقمه عند الساعة 8.30 في أحد بنوك العاصمة بلغ 99.. متسائلاً عمّا إذا كان الذل سيحرّك ثورة هذا الشعب النائم.. أم أنّ الشرف الذي فقده أهل الحكم.. لن يتحرك ويحرك معه الضمير الذي «أخذ غفوة»..

تلك الحالة تماهت مع مار رآه «صاحبنا» بأم العين.. عندما توجّه لقبض راتبه من أحد المصارف بعد طول تأخّر للراتب.. فإذ به يحصل عند الساعة 9.30 على رقم 120.. فانفجر ضحكاً هستيرياً على كم الساعات التي يجب أن ينتظرها.. والمؤشر يشير إلى الرقم 20.. ولكن بما أنّ للناس ظروفها.. إذ بالأرقام «تركض ركض» لأنّ 90% من العملاء.. لم يسعفهم الحظ واضطروا للمغادرة تلبية لنداء أعمالهم وانشغالاتهم.. و«يا عيب الشوم على هيك آخرة لهيك بلد»..




أخبار ذات صلة
أزمة وجود
20 نيسان 2024 أزمة وجود
ما حدا تعلّم!
17 نيسان 2024 ما حدا تعلّم!